في أجواء مفعمة بروح الوحدة الوطنية والتواصل السياسي، نظَّمت أحزاب الاتحاد والإصلاح والنهضة حفل السحور السنوي، الذي شهد مشاركة واسعة من المسؤولين والقيادات الحزبية والنخب السياسية، في مشهد يعكس التطور النوعي الذي يشهده المشهد السياسي المصري.
حضور بارز واهتمامات مشتركة
تميَّز الحفل بحضور المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، إلى جانب رؤساء وقيادات الأحزاب المختلفة، وأعضاء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إضافةً إلى أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وشخصيات عامة بارزة من مختلف أطياف العمل السياسي. وعبّر المستشار رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، عن سعادته بهذا الملتقى، موجّهًا ترحيبًا خاصًا بالمستشار محمود فوزي على تلبيته الدعوة وثمّن جهوده في ترسيخ التواصل بين الحكومة والأحزاب.
تاريخ من التعاون والنجاحات
تحدث المستشار رضا صقر عن العلاقة الوثيقة بين أحزاب الاتحاد والإصلاح والنهضة التي نشأت تحت مظلة التيار الإصلاحي الحر، مشيرًا إلى أنها توطّدت خلال مراحل الحوار الوطني وامتدت إلى تعاون مثمر خلال الانتخابات الرئاسية، حيث نظمت هذه الأحزاب لقاءات جماهيرية في كافة ربوع الجمهورية. وأكد صقر أن الحوار الوطني كان محطة بالغة الأهمية استطاعت استيعاب مختلف التوجهات، ليؤكد التزام حزب الاتحاد بدعم الدولة المصرية والقضايا الوطنية من خلال منهج نقدي بناء، بعيدًا عن المفهوم التقليدي للمعارضة.
النخبة السياسية ومساحات مشتركة
من جانبه، وصف الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، المشهد السياسي المصري الحالي بأنه كان حلمًا يراود المصريين، مشيرًا إلى أن الحراك السياسي الأخير أسهم بشكل كبير في نضوج النخبة السياسية، بعد أن أصبحت مختلف القوى الحزبية تجتمع للتحاور والاتفاق على رؤية وطنية مشتركة تعكس الاستقرار السياسي في البلاد. وطالب بتقديم هذه الصورة الإيجابية كنموذج للعالم عن مصر الجديدة.
تحديات توحد الصفوف
وفي كلمته، أعرب المستشار محمود فوزي عن تقديره للجهود المبذولة من أحزاب الاتحاد والإصلاح والنهضة، معتبرًا أن شهر رمضان وفر فرصة مثالية للقاء النخب السياسية وتأكيد التكاتف الوطني. واستعرض في حديثه أبرز التحديات التي واجهت الدولة المصرية خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن هذه التحديات ساهمت في تعزيز الروح الوطنية، وجعلت الاحتكام إلى الأولويات الوطنية واقعًا متفقًا عليه بين مختلف القوى السياسية. كما أشار إلى أن القيادة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسي أظهرت قدرًا كبيرًا من الحزم والوعي، ما انعكس على قدرة النخب السياسية في تجاوز الخلافات الشكلية نحو أهداف تعبر عن المصلحة الوطنية.
ختام يعكس أفقًا سياسيًا جديدًا
اختُتم الحفل بتأكيد الحضور على أهمية ترسيخ روح التعاون ودعم المساحات المشتركة بين الأحزاب السياسية، مشددين على أن المرحلة القادمة تتطلب توافقًا أكبر حول القضايا المحورية والوطنية. تظل مثل هذه اللقاءات دليلًا على تطور الحياة السياسية في مصر، حيث تحقق التناغم بين مختلف التيارات من أجل البناء والتنمية.