
شهدت الشاشة التلفزيونية حديثًا استثنائيًا للمخرج الشهير مجدي الهواري، حيث استعرض في برنامج “حبر سري” مع الإعلامية أسماء إبراهيم، كواليس انطلاق الفنان أحمد حلمي إلى عالم النجومية في السينما. وجاءت هذه الحكاية لتكشف عن تحديات غير متوقعة واجهها الهواري قبل إنتاج فيلم “ميدو مشاكل”، الذي أصبح فيما بعد علامة فارقة في مشوار حلمي الفني.
انتقادات حادة من كبار المخرجين
تطرق الهواري في حديثه إلى ردود الفعل التي واجهته عندما قرر اختيار أحمد حلمي كبطل رئيسي لأول مرة، مؤكّدًا أن بعض كبار المخرجين أعربوا عن شكوكهم في قدرة حلمي على حمل فيلم بمفرده. وأشار الهواري تحديدًا إلى تعليق المخرج طارق العريان، الذي أعرب عن مخاوفه قائلًا: “أنت بتضيع فلوسك، وأحمد حلمي لا يصلح أن يكون بطلًا أوحد”. وعلى الرغم من تلك الانتقادات الحادة، اختار الهواري السير بعزيمة في إنتاج “ميدو مشاكل”، واحتفظ بإيمانه بأن الجمهور سيكون الحكم الأخير.
المشاهد هو معيار النجاح الحقيقي
أوضح مجدي الهواري أن الفن بطبيعته يعتمد بشكل رئيسي على الجمهور وتقبّله للعمل، أكثر من كونه يخضع لأحكام النقاد فقط. واستشهد بتجارب سابقة لأعمال سينمائية تعرضت لانتقادات شديدة في البداية، مثل فيلم “الناظر”، الذي حقق نجاحًا جماهيريًا ساحقًا بعدما كان البعض يعتقد أنه سيفشل. وشدّد المخرج على أن أذواق المشاهدين تتغير وتجدد، مما يعني أن النجاح الحقيقي يصنعه المتلقي، وليس بالضرورة التوقعات الأولية.
رهان ناجح ومستقبل مشرق
قرارات الهواري وجرأته في المراهنة على حلمي كبطل رئيسي أثمرت بنتائج مذهلة، إذ كانت انطلاقة “ميدو مشاكل” البداية الحقيقية لمسيرة أحمد حلمي الناجحة، وقد أصبح اليوم أحد أبرز نجوم السينما المصرية. هذه القصة ليست فقط إحدى المحطات الملهمة في حياة حلمي، بل هي أيضًا درس للمنتجين وكل من يعمل في المجال الفني؛ بأن الإيمان بالموهبة يتفوق على أي شكوك أو انتقادات تعترض الطريق.
ملامح تلك التجربة تظل تنبض بالحياة لتؤكد أن السينما دائمًا تحتاج إلى شجاعة اختيار جديدة وإيمان بالوجوه الصاعدة، فالجمهور دائمًا هو صاحب الكلمة الأخيرة.