أشاد الناقد الفني محمود عبدالشكور بالأداء المتميز للفنان الشاب أحمد غزي في مسلسل “قهوة المحطة”، الذي يُعرض حاليًا ويحقق صدى واسعًا بين الجمهور. وأعرب عبدالشكور عن إعجابه العميق بالأداء الاستثنائي لغزي، خاصة في إحدى الحلقات التي تضمنت مشهدًا مؤثرًا استوحاه من أداء الفنان الراحل أحمد زكي في فيلم “إسكندرية ليه؟”.
أداء يبرز موهبة استثنائية
وصف محمود عبدالشكور الأداء التمثيلي لأحمد غزي بأنه يمهد له الطريق ليكون واحدًا من الأسماء البارزة في مجال الفن قريبًا. وأكد أن المشهد الذي قدّمه غزي هزّه من الأعماق، بسبب الطريقة المختلفة والمؤثرة التي أظهر من خلالها تفاصيل المشهد وطاقة الشخصية. هذه الثقة في الأداء، برأيه، تُعبّر عن موهبة فريدة تنبئ بممثل قادر على حمل إرث الأدوار التمثيلية الثقيلة.
الشخصيات العميقة في أعمال عبدالرحيم كمال
أشار عبدالشكور كذلك إلى براعة الكاتب عبدالرحيم كمال في صياغة شخصية “مؤمن الصاوي”، التي أداها أحمد غزي، معتبرًا أنها إحدى أجمل الشخصيات التي قدمها الكاتب حتى الآن. ولفت إلى أن هذه الشخصية يمكن أن يشعر بها أبناء الصعيد على نحو خاص، لا سيّما لأنها تعكس الكثير من ملامح مثقفي وفناني الجنوب، الذين يحملون بين طياتهم تجارب الحياة بحلوها ومرها، وهو أمر يلمسه عبدالشكور بشكل واضح بحكم معرفته بهذه الأجواء والبيئة.
رسائل إنسانية وسط قتامة المدينة
تطرق النقد كذلك إلى الجوانب الرمزية التي حملتها دراما “قهوة المحطة”، حيث تناول المسلسل بطريقة مؤثرة ومريرة مأساة الإنسان الذي يحاول البحث عن سبيل لتحقيق أحلامه وسط عالم قاسٍ. واعتبر أن المدينة، بما فيها من صخب وبشاعة، مثلت الجانب المظلم الذي أطفأ نور شخصية “مؤمن الصاوي”، الذي حمل في داخله قلبًا نابضًا بالحب بينما أحاط به واقع يخلو من الإنسانية.
عبرة فنية تستحق التأمل
يؤكد محمود عبدالشكور أن المسلسل لا يدور حول مجرد قصة عابرة داخل قهوة، بل هو انعكاس عميق للمدينة التي تحتضن خيبات المنتظرين لفرصة لم تأتِ. ورغم المرارة الواضحة في القصة، يرى أن العمل يحمل في طياته دروسًا جديرة بالاهتمام والتأمل، ليصبح شاهدًا على معاناة الطامحين الذين يصطدمون بجدران الواقع المظلم.