كانت خسارة المنتخب البرازيلي أمام نظيره الأرجنتيني بنتيجة 4-1 في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 بمثابة صدمة لعشاق كرة القدم البرازيلية، لتتحول ليلة الأربعاء إلى كابوس للجماهير الغاضبة، التي انهالت بالانتقادات على اللاعبين والمدرب بعد الأداء المخيب للآمال الذي بدا بعيدًا عن تاريخ المنتخب العريق. الهزيمة الثقيلة لم تكن مجرد نتيجة مباراة، بل فتحت أبوابًا من الجدل حول مستوى المنتخب ورؤية القيادة الفنية.
غضب الجماهير يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي
عبرت الجماهير البرازيلية عن استيائها العارم من أداء المنتخب عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث سجلت مباراة البرازيل والأرجنتين تفاعلًا وصل إلى أكثر من 19 مليون منشور على منصة “إكس”. وتنوعت الانتقادات بين مهاجمة اللاعبين والمسؤولين الفنيين، معتبرين أن ما حدث تجاوز مجرد خسارة عابرة. ودخل المشجعون في سجالات حادة، وصف أحدهم أداء الفريق بـ”العار” على تاريخ الكرة البرازيلية، بينما أرجع آخر الأزمة إلى سوء التخطيط الرياضي والفني. من جهته، علق أحد المشجعين قائلاً: “هذه ليست البرازيل التي اعتدنا عليها، أنتم تفقدون هويتنا الكروية”.
انتقادات لاذعة تطال المدرب دوريفال جونيور
وسط موجة الغضب الجماهيري، وُجهت سهام الانتقاد نحو المدرب دوريفال جونيور، الذي حمّلته الجماهير مسؤولية الأداء المتراجع، معتبرة أن أزمته لا تتوقف على مباراة واحدة، بل تمتد إلى منظومة تدريب تفتقد الروح والتخطيط. ودعا البعض إلى تغيير جذري في الجهاز الفني، واقترحوا أسماءً بديلة أبرزها جورجي جيسوس وكارلو أنشيلوتي وبيبي جوارديولا، مؤكدين على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة لإعادة بناء هوية المنتخب قبل فوات الأوان.
أين رحلت الروح البرازيلية؟
يرى بعض المحللين والمشجعين أن أبرز أزمة يواجهها المنتخب البرازيلي تكمن في فقدان الروح الجماعية التي طالما ميزت الفريق. أشار أحد المتابعين الغاضبين إلى أن “اللاعبين البرازيليين باتوا يلعبون من أجل الأضواء والشهرة الفردية، بينما الأرجنتينيون يضعون بلادهم فوق أولوياتهم”. وانتقد آخر ضعف خط الوسط البرازيلي الذي بدا وكأنه “فراغ كبير”، ما جعل التواصل بين الخطوط شبه معدوم.
مطالب سريعة لإعادة هيكلة المنتخب
في خضم الغضب العارم والإحساس بخيبة الأمل، تعالت أصوات تطالب بإعادة هيكلة عاجلة للمنتخب البرازيلي، سواء على المستوى الفني أو الإداري. فبدون تحركات تصحيحية جادة وسريعة، يجد عشاق السامبا أنفسهم أمام خطر استمرار الإخفاقات، وهو ما يعتبره كثيرون نهاية حقبة لطموحات الفريق في استعادة مجده السابق.