
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة صورًا مثيرة للفنان المصري محمد دياب، ظهر خلالها برفقة حيوان الوشق الصحراوي المعروف شعبيًا بـ “الوشق المصري”. الصور التي تم إنشاؤها بتقنيات الذكاء الاصطناعي أثارت جدلًا واسعًا وسط تضامن شعبي مصري مع الهجوم الفلسطيني على جنود الاحتلال الإسرائيلي، مما استدعى ردود فعل غاضبة من الإعلام العبري.
الأزمة بين محمد دياب والإعلام العبري
لم يمر منشور دياب مرور الكرام؛ فقد أشعل جدلًا كبيرًا لدى وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي وصفت تصرفه بأنه “تحريضي”، منتقدة استخدامه صور الوشق كرمز للمقاومة. لكن الفنان المصري كان له رد سريع ومباشر عبر منشور كتب فيه: “أي حاجة حاتعكنن عليكم هعملها”، مؤكدًا تحديه للاحتلال وزيادة دعمه للقضية الفلسطينية، ما عزز تفاعل الجمهور المصري معه.
انتقادات سابقة ومحطات شائكة
الهجوم على محمد دياب لم يكن جديدًا؛ فقد تعرض العام الماضي لانتقادات واسعة عقب عرض مسلسله المثير للجدل “مليحة”، الذي ركز على نضال الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه. المسلسل، الذي حظي بإشادة كبيرة من النقاد والجماهير، أثار حفيظة الإعلام العبري عند عرضه خلال موسم رمضان 2024. وقتها، علّق دياب قائلاً: “شرف لي أن تهاجمني الصحافة العبرية، وأي شيء يعكر صفوهم يُشرفني”.
قصة مسلسل “مليحة”
المسلسل الذي كتبه رشا الجزار وأخرجه عمرو عرفة، جمع نخبة من نجوم الفن، من بينهم ميرفت أمين، أمير المصري، وأشرف زكي. تناول العمل الأوضاع المعقدة للعائلات الفلسطينية التي تسعى للعودة إلى وطنها، مسلطًا الضوء على الأزمات السياسية وتحديات الحياة الإنسانية، ما جعل المسلسل صوتًا صارخًا بحق الفلسطينيين.
الوشق المصري وموقف الاحتلال
مؤخرًا، أصبح الوشق الصحراوي رمزًا للمقاومة بعد حادثة غريبة وقعت في منطقة “هار حريف” الحدودية. تسلل الحيوان المفترس إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية، حيث هاجم عددًا من جنود الاحتلال، ما أسفر عن إصابة بعضهم ونشر الذعر في صفوفهم. الخبر الذي انتشر بسرعة على المنصات الاجتماعية تصدّر محركات البحث، وسط تفاعل كبير من الجمهور المصري والعربي.
رد فعل الاحتلال على الحادثة
وفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، تم الإبلاغ عن تعرض الجنود لهجوم من حيوان مفترس، مما استدعى تدخل الجهات المعنية. تمكن مفتش المحميات الطبيعية من الإمساك بالوشق ونقله إلى مستشفى بيطري، دون أن يتم الإعلان عن تفاصيل إضافية بشأن مصيره.
حكاية الوشق الصحراوي
الوشق الصحراوي، المعروف بسرعته البالغة 80 كيلومترًا في الساعة وقدرته على القفز لمسافات طويلة، يُعد واحدًا من الحيوانات البرية ذات القدرات المذهلة في الصيد والتسلل. يبلغ طوله بين 60 و90 سنتيمترًا، بينما يزن من 8 إلى 20 كيلوجرامًا. يتغذى أساسًا على القوارض والطيور، لكنه قادر على افتراس حيوانات أكبر كالغزلان والماعز.
الجدل حول الوشق المصري والصور التي نشرها محمد دياب يعكس حجم الأثر الذي يمكن أن تتركه الرموز الثقافية في سياق الحراك الشعبي والتعبير عن التضامن مع القضايا الإنسانية والسياسية.