
في أجواء حماسية شهدها الملعب الشرفي بمدينة وجدة، اقترب المنتخب المغربي من حجز بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم 2026 بعد فوزه على نظيره التنزاني بنتيجة 2-0 ضمن الجولة السادسة من التصفيات الأفريقية للمجموعة الخامسة. بهذا الانتصار، عزز أسود الأطلس صدارتهم للمجموعة برصيد 12 نقطة، متقدمين بفارق كبير عن النيجر وتنزانيا اللذين يملكان 6 نقاط لكل منهما، بينما تحتل زامبيا المركز الأخير بثلاث نقاط، وذلك بعد انسحاب إريتريا وإيقاف الكونغو بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
بداية حذرة… وحسم في الشوط الثاني
شهد الشوط الأول من المباراة أداءً متباينًا، حيث سيطر المنتخب المغربي وضغط بقوة منذ البداية، بينما اعتمد المنتخب التنزاني على التراجع وتنظيم الدفاع. ورغم شح المحاولات الخطرة، كاد المهاجم التنزاني فيصل عبد الله أن يشكل المفاجأة في الدقيقة 41، بتسديدة خطيرة مرت بجوار القائم الأيمن للحارس ياسين بونو. أسود الأطلس حاولوا رد الاعتبار سريعًا، إذ اقترب إسماعيل صيباري من التسجيل في الدقيقة 45 بعد عرضية مميزة من عبد الصمد الزلزولي، لكن الحارس التنزاني كان في الموعد لإبطال المحاولة.
تفوق مغربي واضح بعد الاستراحة
مع انطلاق الشوط الثاني، واصل المنتخب المغربي عروضه القوية، حيث تألقت الجبهة اليسرى بقيادة الزلزولي، الذي أرسل تمريرة خطيرة في بداية الشوط دون استثمارها. جاءت لحظة الحسم في الدقيقة 51، عندما تمكن نايف أكرد من استغلال ركلة ركنية نفذها بلال الخنوس ليحرز أول أهداف المباراة بتسديدة رأسية قوية.
لم تمض سوى دقائق قليلة حتى وسع أسود الأطلس الفارق، بعدما احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح المغرب نتيجة لمسة يد على مدافع تنزانيا. تولى إبراهيم دياز مهمة التنفيذ بنجاح في الدقيقة 58 ليضيف الهدف الثاني ويعزز تقدم فريقه.
محاولات متباينة وظل بونو الحصن المنيع
وفي الوقت الذي حاول فيه المنتخب التنزاني العودة للمباراة، ظهرت صلابة الدفاع المغربي بقيادة ياسين بونو، الذي تصدى للعديد من المحاولات الخطيرة. أبرزها كانت تسديدة قوية من كليمون مزيزي على مشارف منطقة الجزاء في الدقيقة 64، وتمكن بونو من التصدي لها بسهولة. ولم تخلُ الدقائق الأخيرة من الدراما، حيث حاول دينيس كيبو تقليص الفارق بتسديدة صاروخية في الدقيقة 73، لكن بونو تألق مجددًا وصدها ببراعة.
أداء يحقق الهدف وينعش آمال التأهل
نجاح المنتخب المغربي في هذه الجولة وضعه على مشارف التأهل إلى كأس العالم 2026، بعدما أكد تفوقه الفني والتكتيكي على خصومه. المباراة كانت بمثابة تأكيد على قوة الشخصية التي يتمتع بها أسود الأطلس وقدرتهم على الحسم في الأوقات الصعبة، ليظلوا أحد المرشحين البارزين للوصول إلى الساحة العالمية بثقة وجدارة.