رافينيا يشعل الجدل ويعيد للأذهان قصة مارادونا والسم

في ليلة كروية استثنائية، وتحديدًا على أرض «المونيمونتال» التاريخية، تعالت هتافات جماهير الأرجنتين تروي فصولًا من النصر والهيمنة على غريمهم التقليدي، المنتخب البرازيلي. المواجهة التي حملت معها ذكريات ملحمية طويلة، أضافت إلى أرشيف صراع عريق يمتد لأكثر من 100 عام بين قطبي كرة القدم في القارة.

صدام كروي يكشف جذور العداء التاريخي

قبل ما يقرب من عشرين عامًا، شهد ملعب المونيمونتال واحدة من اللحظات الخالدة في تاريخ كرة القدم، عندما ألحقت الأرجنتين هزيمة ثقيلة بجارتها البرازيل. يومها، كان المشهد يقوده ريكيلمي وكريسبو، وعادت الذكريات لتتجدّد مؤخرًا بعد أن عانى المنتخب البرازيلي من خسارة أشد مرارة انتهت برباعية مؤلمة على أرضية ذات الملعب، الذي يعد القلعة الرياضية لراقصي التانجو. في كلا اللحظتين، كان الجيل البرازيلي الحالي بعيدًا عن تلك الذكريات، لكن التاريخ لا ينسى ولا يُغفر بسهولة.

اقرأ أيضًا: اخبار الرياضة| جابر: لعبنا بتركيز وانضباط أمام كوريا الجنوبية

الصراعات تتجاوز الميدان

ما بين مونديال 1990 والاتهامات الشهيرة بتسميم لاعب برازيلي حلّ بمحاذاة مارادونا، وحكاية هدف كانيجيا الذي أسقط الطموحات البرازيلية، تبقى لقاءات الفريقين أكبر من مجرد تسعين دقيقة من كرة القدم. كلمات الأغاني الأرجنتينية التي تُردّد ذكرى مارادونا الأبدية حاضرة في كل مواجهة، فيما لا تزال المقارنة بين النجمين الأسطوريين مارادونا وبيليه شعلة سجال لا تنطفئ بين الجماهير.

تصريحات تزيد من حرارة المواجهة

لم تكن تصريحات رافينيا مجرد كلمات عابرة، بل أصبحت وقودًا أشعل أجواء مباراة دارت خارج الملعب قبل انطلاقها بين الشد والجذب الإعلامي. اللاعب البرازيلي وعد جماهير بلاده بالثأر، ولو استوجب الأمر المواجهة خارج العشب الأخضر. ماركينيوس أيضًا شحن الفريق بقوله إن البرازيل ستنتصر رغم صعوبة المهمة، متذكرًا الانتصار الأخير على الأراضي الأرجنتينية في عام 2009. لكن الواقع كان فيه مفاجأة ثقيلة أضافت صفحة سوداء أخرى لتاريخ مواجهات البلدين.

اقرأ أيضًا: تحديد أول مواجهة.. الفرق المتأهلة إلى ربع نهائي دوري أبطال أ

الجيل الجديد ومدى ثقته

رغم المهارات الكبيرة التي يمتلكها البرازيليون الجدد بقيادة فينيسيوس جونيور ورفاقه، إلا أن شكوك الجماهير باتت تحاصر هذا الجيل بكثرة، لا سيما مع انطفاء بريق الجيل السابق وعلى رأسه نيمار. تصريحات فينيسيوس قبيل المباراة أعطت بصيصًا من الأمل، حيث تحدث عن شغفه بتمثيل المنتخب الوطني، لكنها لم تفلح في تغيير سيناريو الهزيمة المرير الذي انتظرهم في الأرجنتين.

المونيمونتال.. رمز النكبات البرازيلية

على هذا الملعب، أعاد جوليان ألفاريز ذكريات كريسبو، حين افتتح تسجيل أهداف الأرجنتينيين ضد البرازيل. الهدف كان بمثابة البذرة التي أنبتت روح الانتصار وروح الانتقام الكروي الحاسمة. الملعب الذي شهد العديد من لحظات المجد الأرجنتيني كان مرة أخرى شاهدًا على انتصار ساحق لفريق استحق اللقب المونديالي، وبدا على أرضية اللقاء أن كبرياء البرازيليين قد جُرّح، وسط فرحة عارمة لجماهير التانجو.

اقرأ أيضًا: رقم مذهل.. كانتي يتحول لسلاح هجومي فتاك!

ما حدث في المونيمونتال لم يكن مجرد لعبة كرة قدم بل كان ملحمة تأريخ جديد لصراع يبدو أنه سيبقى خالدًا مهما تعاقبت الأجيال.صراع يستمر في التغذي على لحظات الفرح والانكسار، بين راقصي التانجو وسحرة السامبا.

اقرأ أيضًا: لمدة عام.. سيلتا فيجو يعلن تجديد عقد ياجو أسباس

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.