تشهد الأيام الأخيرة من شهر رمضان حركة نقاشية مكثفة حول موعد أول أيام عيد الفطر، بين التصريحات الفلكية والتأكيدات الشرعية الصادرة عن الجهات المختصة، مما يزيد من اهتمام الجمهور بمتابعة هذه المسألة التي ترتبط بإحدى أهم المناسبات الدينية للمسلمين.
التأكيد الفلكي: الهلال يؤكد بداية العيد
صرّح أحد خبراء الفلك أن الحسابات الفلكية الدقيقة أظهرت بشكل قاطع أن يوم الأحد هو أول أيام عيد الفطر، منوّهًا إلى أن القمر سيبقى فوق أفق العاصمة المصرية القاهرة لمدة 11 دقيقة قبل غروبه ليلة الرؤية، ما يجعل استحالة أن يكون الاثنين هو بداية العيد أمرًا يصعب تصديقه. وأضاف: “تتميز حساباتنا بالدقة وهي نتيجة لسنوات من العمل العلمي المستمر”.
دار الإفتاء المصرية: الجهة الوحيدة المخولة بإعلان الرؤية
في السياق ذاته، أكدت دار الإفتاء المصرية، الجهة الرسمية المعنية بإعلان نتيجة استطلاع الهلال، أنها تعتمد على عملية رؤية تستند إلى منهجية علمية وشرعية متكاملة، تشمل الاستعانة بفرق متخصصة تجوب أنحاء البلاد لرصد الهلال بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من الشهر الهجري. وأوضحت أن الرؤية المحلية تُجرى بالتكامل مع الحسابات الفلكية الدقيقة لضمان دقة تحديد بداية الشهور الهجرية.
منهجية دار الإفتاء في استطلاع الهلال
تستخدم دار الإفتاء ثلاث ركائز رئيسية في رصد الهلال، وهي كما يلي:
أولًا: تغطي الرؤية الهلالية كل الشهور الهجرية، وليس فقط الشهور المرتبطة بالعبادات الإسلامية كرمضان وشوال وذو الحجة، لضمان الانتظام الكامل في تحديد الشهور.
ثانيًا: يتم إنشاء لجان متخصصة تضم علماء شرعيين وخبراء فلكيين، حيث تتوزع هذه الفرق في كافة أنحاء مصر لضمان دقة النتائج.
ثالثًا: الرؤية تعتمد أساسًا على المشاهدة البصرية المدعومة بحسابات فلكية دقيقة، حيث يتم دمج النتائج العلمية مع الملاحظات الشرعية للتوصل إلى حكم نهائي بشأن بداية الشهر.
الرؤية البصرية والأسس الشرعية
أكدت دار الإفتاء في فتوى رسمية أن الرؤية البصرية تبقى الأصل الشرعي الذي يُعتدّ به في إثبات دخول الشهر الهجري. وأوضحت أن الحساب الفلكي يستخدم كأداة داعمة لا إثباتية، حيث تعتمد عليه الجهة الشرعية فقط لنفي إمكانية ظهور الهلال، على ألا يُعتبر الحساب منفردًا كافيًا لإعلان بداية الشهر دون رؤية بصرية.
الهلال الجديد يتم استطلاعه عند غروب شمس اليوم الـ29 من الشهر الهجري، وفي حال تعذر رؤية الهلال يُتم الشهر ثلاثين يومًا كما ورد في الحديث الشريف: “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غبّي عليكم فأكملوا عدّة شعبان ثلاثين”.
الأزهر والإفتاء: نصائح وعبر رمضانية
مع اقتراب العشر الأواخر من رمضان، نشرت المؤسسات الدينية كالأزهر ودار الإفتاء المصرية عدة توجيهات وإرشادات خاصة لهذه الأيام المباركة. من أبرز تلك التوصيات، تحديد أفضل الأوقات لصلاة التهجد حيث تتنزل الفيوضات الربانية، وتحفيز النساء على الاستفادة من العبادات المأثورة.
أما فيما يخص زكاة الفطر، أكد الأزهر موقفه الفقهي بوجوب إخراجها بما يكفل سد حاجة الفقراء، مما يعزز روح التكافل الاجتماعي.
حكايات دينية مشوقة من الفضاء
في إطار آخر، يروي أحد رواد الفضاء المسلمين تجربته الفريدة في سماع صوت الأذان من على متن محطة الفضاء الدولية، وملاحظته تغير اتجاه القبلة أثناء الصلوات نتيجة للحركة المستمرة للمركبة الفضائية، مما يعكس بُعدًا روحانيًا مثيرًا للتأمل حول أداء العبادات في ظروف غير اعتيادية.
تظل الأجواء الرمضانية وتفاعل الناس مع المناسبات الدينية مليئة بالأفكار والحكايات التي تعكس ارتباطًا عميقًا بين العلم والدين في تفسير الظواهر والاحتفاء بالتقاليد.