شهدت الساحة الرياضية الإماراتية تطوراً دراماتيكياً عندما أعلن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم عن إقالة المدرب البرتغالي باولو بينتو من قيادة المنتخب الوطني، وذلك بعد الفوز الصعب على كوريا الشمالية بنتيجة 2-1 ضمن الجولة الثامنة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026. القرار جاء في وقت حرج، خاصة مع تراجع فرص المنتخب في التأهل المباشر إلى المونديال للمرة الثانية في تاريخه، منذ أن شارك في نسخة عام 1990 بإيطاليا.
تحديات كبيرة تواجه المنتخب الإماراتي
يحتل “الأبيض” المركز الثالث في مجموعته الأولى برصيد 13 نقطة، متأخراً بفارق 7 نقاط عن المنتخب الإيراني المتصدر، و4 نقاط عن أوزبكستان الوصيفة. هذا التأخر يعني أن المنتخب بات مطالباً بخوض غمار الملحق الآسيوي للحصول على فرصة المشاركة في المونديال، بينما يخوض أصحاب المراكز الأولى والثانية تأهلاً مباشراً. يُنتظر أن تكون المرحلة المقبلة مصيرية، حيث يخوض المنتخب مواجهتين حاسمتين أمام أوزبكستان وقيرغيزستان في يونيو المقبل.
حصيلة بينتو المثيرة للجدل
تعيين بينتو جاء في يوليو الماضي وسط آمال كبيرة بنقل المنتخب إلى مستوى جديد، إلا أن النتائج المتفاوتة سرعان ما ألقت بظلالها على مشوار المنتخب. تعرض الفريق لخسائر مؤثرة، أبرزها الهزيمة أمام إيران بنتيجة 2-0 في طهران، كما بدا أداء المنتخب باهتاً رغم فوز صعب أمام كوريا الشمالية بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع.
الانتقادات لم تتأخر في ملاحقة المدرب، والتي اشتدت بعد الخروج المبكر من كأس الخليج 2024. ورغم ضم المنتخب 12 لاعباً مجنساً يتمتعون بخبرات عالية، فشل بينتو، وفق المحللين، في توظيفهم بالشكل الأمثل، مما أثار استياء الجماهير الرياضية والمحللين الفنيين على حد سواء.
أخطاء تكتيكية وقناعات محيرة
أحد أبرز الانتقادات التي وُجهت لباولو بينتو كانت خياراته التكتيكية وطريقة تعامله مع عناصر الفريق. أبقى الهداف فابيو ليما على مقاعد الاحتياط في مباراة إيران، بينما اعتمد على لاعبين لم يقدموا الأداء المتوقع نتيجة لقلة مشاركاتهم مع أنديتهم. وفي مواجهة كوريا الشمالية، أجرى تغييرات مفاجئة شملت الدفع بالرباعي البرازيلي الأصل، وهو ما أثار جدلاً واسعاً بين الأوساط الرياضية.
برر بينتو هذه الاختيارات بأن اللاعبين الجدد بحاجة إلى وقت طويل للتأقلم، مؤكداً على أهمية الفوز المحقق أمام كوريا الشمالية رغم الأداء غير المقنع. فيما أكد اللاعب الدولي السابق، سبيت خاطر، أن إقالة بينتو كانت ضرورة ملحة، لافتاً إلى أن المنتخب ما زالت أمامه فرص قوية للتأهل إذا ما تم إجراء تغييرات تكتيكية مدروسة.
تفاؤل بتحسين الوضع مع القادم الجديد
رغم ضبابية الموقف الحالي، عبّر العديد من المحللين عن تفاؤلهم بقدرة المنتخب الإماراتي على النهوض مجدداً. واعتبر المعلق علي سعيد الكعبي أن قرار الإقالة يخدم مصلحة المنتخب خلال المرحلة المقبلة، مؤكداً أن “الأبيض” بحاجة لقيادة فنية قادرة على إحداث فارق سريع وواضح في ظل اقتراب المباريات الحاسمة.
مع ترقب الشارع الرياضي الإعلان عن هوية المدرب الجديد، تبقى الآمال معلقة على قدرة المنتخب في تخطي هذه العقبات والعودة إلى المنافسة بقوة على بطاقة التأهل لكأس العالم.