
وسط أجواء من التوتر المالي، يعيش نادي برشلونة تحدٍ جديد يهدد خططه في سوق الانتقالات الصيفي المقبل. المواجهة تدور بين إدارة النادي وشركة التدقيق المالي الجديدة “كرو إسبانيا”، التي أعادت تسليط الضوء على العمليات المالية للنادي، مما قد يؤثر بشكل مباشر على مستقبل الرواتب وتعزيز صفوف الفريق.
أزمة التدقيق المالي تهدد مصالح برشلونة
تشير التقارير إلى أن “كرو إسبانيا”، التي تولت مهمة مراجعة حسابات برشلونة مؤخرًا، أثارت جدلاً حول صفقة بيع مقاعد كبار الشخصيات (VIP) مقابل 100 مليون يورو. الشركة رفضت تسجيل كامل المبلغ كدخل لموسم 2023-2024، مشيرة إلى أن الأصول المرتبطة بتلك الصفقة غير موجودة فعليًا، واقترحت إما تسجيل 58 مليون يورو – القيمة الفعلية التي دخلت خزائن النادي في يناير – أو توزيع العائد على مدى 20 عامًا بمعدل 5 ملايين سنويًا فقط. هذا التوجه يضع النادي أمام خطر فقدان 42 مليون يورو من حد الرواتب، مع اشتداد الضغوط قبل حلول الصيف.
تداعيات مالية على خطط التعاقدات
رغم أن تسجيل اللاعبين مثل داني أولمو، الذي تأمن منذ يونيو الماضي، لن يتأثر بهذه القضية، فإن قدرة النادي على تعزيز صفوفه الصيف المقبل قد أصبحت رهينة لنتائج هذا التدقيق المالي. الإدارة الكتالونية، من جانبها، تسعى جاهدة للاحتفاظ بالتفسير الأول الذي صادقت عليه شركة التدقيق المؤقتة في يناير الماضي، محذرة من أن أي تغيير في المعايير قد يُضعف خيارات النادي بشكل كبير في سوق الانتقالات.
سباق مع الزمن لحل الأزمة
الإدارة الحالية برئاسة خوان لابورتا تواجه تحديًا إضافيًا، حيث يجب على النادي تقديم الحسابات المدققة إلى رابطة الليغا قبل 31 مارس. أي تعثر في هذه المهمة قد يعرض مستقبل الفريق لخطر كبير. الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها برشلونة خلافات مع شركات التدقيق. ففي وقت سابق، قررت الإدارة إنهاء التعاون مع شركة “Grant Thornton” السابقة بعدما طالبت بتعديل قيمة أصول النادي وخسائره بناءً على تقييمات أكثر تحفظًا، وهو ما رفضته الإدارة حفاظًا على توازن الموقف المالي للنادي.
الموقف الآن معقد، وجميع الأنظار متجهة إلى كواليس النادي الكتالوني لمعرفة كيف سيواجه هذا التحدي الجديد. عشاق برشلونة يترقبون بحذر، والأمل معقود على حسن إدارة الأزمة لتأمين مستقبل الفريق على الصعيدين المالي والرياضي.