في خطوة تعكس المكانة المتنامية للمملكة على الساحة الدولية، شهد جواز السفر السعودي قفزة لافتة في التصنيف العالمي لعام 2025، محققًا المركز 57 وفقًا لمؤشر "ريتش" لتصنيف جوازات السفر. ويأتي هذا التقدم ضمن سلسلة من الإنجازات التي تعزز حضور السعودية العالمي، مما يُبرز مدى الثقة الدولية المتزايدة بجواز السفر السعودي وقدرته على فتح آفاق أوسع للسفر والتنقل.
دبلوماسية واعية وسياسات تدعم التقدم العالمي
الإنجاز الذي حققه جواز السفر السعودي ليس محض صدفة، بل هو نتيجة لجهود دبلوماسية بارزة قادتها المملكة في السنوات الأخيرة. فقد تم توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية والدولية التي ركزت على الإعفاء المتبادل من التأشيرات وتوسيع نطاق التعاون السياسي والاقتصادي. هذه التحركات أسهمت في تقوية مكانة الجواز السعودي، حيث بات يتيح لحامليه دخول 53 دولة دون تأشيرة و33 دولة تمنح التأشيرة عند الوصول.
النتائج البارزة لهذا التقدم لم تقتصر على تسهيل السفر، بل شملت فتح آفاق جديدة في مجالات الأعمال، والتجارة، والتعليم، والسياحة، مما يعزز من قدرة المواطنين على تحقيق تطلعاتهم بشكل أكثر سلاسة وانفتاح.
الإمارات تواصل هيمنتها الإقليمية في تصنيف الجوازات
في سياق متصل، حافظ جواز السفر الإماراتي على مكانته المتقدمة عالميًا، حيث احتل المركز الثامن عالميًا والأول عربيًا. هذا التفوق المذهل يعكس قدرة الإمارات على تعزيز تعاونها الدولي وتوسيع شبكاتها الدبلوماسية والاقتصادية، ما جعل أكثر من 185 دولة تفتح أبوابها لحاملي الجواز الإماراتي دون الحاجة إلى تأشيرات مسبقة.
هذا الإنجاز اللافت لدول الخليج، لا سيما الإمارات والسعودية، يعكس تناغم السياسات الخارجية والاقتصادية التي تعتمدها هذه الدول لتعزيز مكانتها إقليمياً وعالمياً.
ترتيب الجوازات العربية في مؤشر “ريتش” 2025
جاءت دول الخليج في طليعة المشهد العربي وفقًا لتصنيف الجوازات العالمية، حيث أظهرت البيانات ترتيب الدول العربية كالتالي:
- الإمارات: المركز 8 عالميًا، تتيح حامليها دخول 185 دولة
- قطر: المركز 46 عالميًا، دخول 107 دول
- الكويت: المركز 49 عالميًا، دخول 99 دولة
- السعودية: المركز 57 عالميًا، دخول 86 دولة (53 بدون تأشيرة و33 عند الوصول)
- عُمان: المركز 58 عالميًا، دخول 86 دولة
- المغرب، تونس، وموريتانيا: جاءت في تصنيفات متفاوتة ولكن أقربها المغرب في المركز 65
هذا التقدم الملحوظ للدول العربية يعكس ريادة خليجية متسارعة، مدعومة باستراتيجيات دبلوماسية فاعلة.
التقدّم السعودي كرافعة للابتكار والانفتاح
تحقق التقدم الذي أحرزته المملكة في التصنيف الدولي للجوازات نتيجة لجهودها الكبيرة لتعزيز مكانتها عالميًا. هذا التقدم لا يقتصر على الجانب الرمزي فقط، بل يسهم في مجالات حيوية مثل:
- تشجيع الأعمال والاستثمار من خلال تسهيل التنقل بين الأسواق العالمية
- دعم التعليم عبر إتاحة المزيد من الفرص للاستفادة من الجامعات العالمية
- فتح آفاق جديدة للسياحة والعلاج بالخارج، مما يسهم مباشرة في تحسين جودة حياة المواطنين
آفاق النمو المستقبلي للجواز السعودي
على ضوء رؤية المملكة 2030، يتوقع الخبراء أن يواصل جواز السفر السعودي تحقيق مكاسب إضافية في التصنيفات العالمية. يعزز ذلك توقيع المزيد من الاتفاقيات الإقليمية والدولية للإعفاء من التأشيرات، وتوسيع العلاقات الاقتصادية مع القوى الكبرى، إلى جانب الترويج للمملكة كوجهة سياحية وتجارية متفردة.
ختامًا: رمز جديد للمكانة العالمية
النقلة النوعية التي شهدها جواز السفر السعودي تؤكد نجاح المملكة في استراتيجيتها الدبلوماسية، حيث بات يمثل هذا التقدم رمزية للانفتاح والتطور وفق رؤية محكمة. مع استمرار وتعزيز هذه الخطوات، من المتوقع أن تزداد حرية التنقل للمواطن السعودي، مما يفتح أفقًا أوسع لتعزيز الابتكار والتكامل مع مختلف الثقافات وبناء جسور جديدة مع العالم.