أعلن يان فيرتونخن، المدافع البلجيكي المخضرم وقائد فريق أندرلخت، قراره بشأن إسدال الستار على مسيرته الكروية بنهاية الموسم الحالي. القرار الذي وصفه بصفحة جديدة في حياته لم يكن سهلًا، لكنه أصبح ضروريًا بعدما واجه تحديات متزايدة في مواكبة المتطلبات البدنية للعصر الحديث لكرة القدم.
مسيرة حافلة داخل الملاعب الأوروبية
على مدار أكثر من 18 عامًا، تنقل يان فيرتونخن بين أبرز الأندية الأوروبية، حيث كانت محطاته الأبرز مع نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي، أياكس أمستردام الهولندي، وبنفيكا البرتغالي قبل أن يعود إلى بلاده لتمثيل أندرلخت. لعب المدافع البلجيكي دورًا مهمًا في وصول توتنهام إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2019، لكنه خسر اللقب أمام ليفربول في مواجهة قوية لا تُنسى.
إسهاماته الدولية وبصمته في الجيل الذهبي
شهدت مسيرة فيرتونخن الدولية إنجازًا استثنائيًا بتسجيله رقمًا قياسيًا كأكثر اللاعبين تمثيلًا لمنتخب بلجيكا بـ157 مباراة. كان ركيزة لا غنى عنها فيما يُعرف بـ”الجيل الذهبي” للكرة البلجيكية، حيث قاد المنتخب للمشاركة في كأس العالم ثلاث مرات متتالية، وتُوج بالميدالية البرونزية في مونديال روسيا 2018. وقد قرر تعليق حذائه الدولي بعد بطولة أمم أوروبا 2024 ليكتب السطر الأخير في مشواره الكبير مع المنتخب.
رسالة الاعتزال والتطلع إلى النهاية المشرفة
في رسالة عاطفية وجهها للجماهير، شرح فيرتونخن قراره الصعب قائلاً: “خلال الأسابيع الماضية أدركت أن وقتي في الملاعب يقترب من نهايته. لم يعد بإمكاني الاستعداد بدنيًا كما كنت في السابق، وأدركت تدريجيًا أنني أفتقد الشغف الذي يتطلبه الاستمرار في القمة”. وأكد أنه سيبذل قصارى جهده في المباريات الـ11 المتبقية له مع أندرلخت، آملاً في توديع الملاعب بصناعة لحظات لا تُنسى مع زملائه والجماهير.
إنجازات أندرلخت في الموسم الحالي
يسعى أندرلخت لإنهاء الموسم بتحقيق الطموحات، حيث أنهى فريق العاصمة البلجيكية المرحلة الأولى من الدوري في المركز الرابع وتأهل لمرحلة التصفيات الإقصائية. كما يستعد النادي لخوض مباراة حاسمة في نهائي الكأس ضد كلوب بروج، وهي فرصة يمكن أن تكون خيرَ ختام لمسيرة قائدهم الملهم.
مع اقتراب نهاية موسم يبدو حافلًا باللحظات العاطفية والتحديات، يظل يان فيرتونخن اسمًا راسخًا في تاريخ الكرة البلجيكية والعالمية، ورمزًا للعطاء والولاء في الملاعب.