يمتلك الإنسان قدرات عقلية مميزة تمكنه من التفكير والتحليل واستيعاب الأفكار، إلا أن هذه القدرات قد تتعرض للاختلال عند حدوث أي ضرر في الحواس أو الإدراك، مما قد يؤدي إلى مشكلات مثل العته أو الجنون، وهو ما يمثل خروجًا عن الفطرة الطبيعية التي خلق الله الإنسان عليها. في هذا الإطار، يؤكد الدكتور علي جمعة أهمية العقل السليم في تمييز الحقائق وفهم الرسائل الكونية.
الوحي كوسيلة للتواصل الإلهي
أشار الدكتور علي جمعة إلى أن الوحي يمثل وسيلة اتصال ربانية مباشرة بين الله والبشر، تتجسد بطرق متعددة أشار إليها القرآن الكريم. يمكن أن يكون الوحي مباشرًا، حيث ينزل على قلب النبي يقينًا دون وجود وسيط، أو أن يكون عن طريق ملك من الملائكة، مثل جبريل عليه السلام الذي كان الوسيط بين الله ورسوله الكريم. وهناك أيضًا صورة ثالثة للوحي، وهي الكلام المباشر، كما حدث مع النبي موسى عليه السلام حينما كلمه الله سبحانه وتعالى تكليمًا. هذه الوسائل الثلاث توضح عمق العلاقة الروحية بين الخالق ورسله.
المعجزات كدليل على صدق الرسالات
أكد جمعة أن صدق الوحي ومصداقية الرسالة الإلهية يستند إلى وجود معجزة تصاحبها، وهو ما يسهم في تعزيز اليقين لدى الناس بشأن هذه الرسالات السماوية. كما أوضح أن الرسائل الإلهية تأتي دائما لتكون منسجمة مع المبادئ الأخلاقية والإنسانية، مما يجعلها قادرة على التأثير واستنهاض القيم السامية بالمجتمعات.
الأزهر يحسم قضايا شائكة
في سياقٍ متصل، يستمر الأزهر الشريف في تقديم التوضيحات الدينية للحسم في القضايا التي تهم الناس، مثل الجدل حول زكاة الفطر، حيث يشير الأزهر إلى أن الأصل إخراجها طعامًا، إلا أن إخراجها نقدًا جائز أيضًا وفقًا للظروف. كما أوضح الدكتور جمعة نقاشات هامة تتعلق بموضوعات مثيرة مثل إبليس، مشيرًا إلى أن إبليس لم يكن كافرًا بالله لكنه اختار التمرد. علاوة على ذلك، كشف جمعة عن وجود جن صالح ولكنه لا يتواصل مع البشر.
بهذا المنهج، يعكس العلماء مرونة الدين الإسلامي ورقيه في معالجة التساؤلات المعاصرة، مما يعزز الإيمان ويرسخ القيم في نفوس المسلمين.