خرج المنتج عبد الله أبو الفتوح إلى الجمهور عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك بتصريحات لافتة حملت طابع الجرأة والتجديد، حيث دعا إلى إعادة النظر في طول المسلسلات الدرامية وتقليصها بشكل كبير لتصبح أكثر ملاءمة لاهتمامات المشاهدين وتفادي المط والتطويل الذي يؤدي إلى نفور الجمهور. هذه الخطوة جاءت كاقتراح جريء يُمكن أن يُحدث نقلة نوعية في صناعة الدراما العربية والتي تشهد تحديات كبيرة فيما يخص جذب انتباه المشاهد.
إعادة تشكيل مفهوم المسلسلات القصيرة
ناقش أبو الفتوح فكرة إنتاج مسلسلات قصيرة جدًا تتراوح مدة حلقاتها بين ثلاث إلى أربع حلقات، وربما تصل إلى ست أو ثماني حلقات فقط، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الأعمال رغم التحديات الإنتاجية للقنوات والمنتجين، إلا أنه يُلبي حاجة الجمهور لمحتوى أصيل بعيدًا عن المماطلة والملل. وأشار في حديثه قائلًا: “لماذا لا نحاول تقليل عدد الحلقات من 15 إلى أقل، وتجربة مسلسلات من ثلاث أو أربع حلقات؟ أين المشكلة في ذلك؟”.
الحشو الزائد وأثره السلبي
أكد المنتج أن الحشو والتطويل الذي يشوب العديد من المسلسلات ذات الخمس عشرة حلقة أصبح عبئًا على المشاهد وصنّاع الدراما على حد سواء، إذ يساهم في هروب الجمهور وملله من متابعة هذه الأعمال. ورغم إقراره بصعوبة تنفيذ مسلسلات قصيرة ورؤية القنوات والمنتجين لها على أنها مخاطرة، إلا أنه شدد على ضرورة كسر النمط التقليدي والبحث عن أشكال جديدة تخاطب الجمهور بشكل مباشر ومؤثر.
إنجازات تلفزيونية ناجحة
في سياق متصل، حقق أبو الفتوح نفسه نجاحات كبيرة في هذا الموسم الرمضاني من خلال إنتاجه لثلاثة مسلسلات مكونة من 15 حلقة، حيث نالت أعماله إشادة كبيرة بفضل تنوع القضايا التي تناولتها وبراعة فرق العمل في تقديمها. ومن أبرز هذه الأعمال: مسلسل “أشغال شقة جدا” الذي جمع بين النجوم هشام ماجد وأسماء جلال، ومسلسل “80 باكو” الذي شاركت فيه انتصار وهدى المفتي ورحمة أحمد. وفي النصف الثاني من رمضان، قدّم مسلسل “منتهي الصلاحية” بطولة محمد فراج وهبة مجدي، في خطوة تعكس استمراره في تقديم محتوى مختلف ومتنوع يتناسب مع ذائقة المشاهدين.
التجديد في صناعة الدراما أصبح مطلبًا ملحًا في ظل تطور اهتمامات الجمهور، وما طرحه المنتج عبد الله أبو الفتوح ربما يمهد الطريق نحو شكل جديد من الإنتاج التلفزيوني يواكب العصر ويقدم محتوى أكثر تركيزًا وانسجامًا مع توقعات المتابعين.