
تشهد تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بشأن سد النهضة اهتمامًا واسعًا داخل إثيوبيا وخارجها، وذلك عقب إعلانه عن نية بلاده افتتاح السد في غضون ستة أشهر. هذه التصريحات أثارت العديد من التساؤلات حول جدية الالتزام بالتوقيت المعلن والمستوى الفعلي لتقدم العمل في المشروع.
آبي أحمد يخاطب الداخل الإثيوبي
يشير الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، إلى أن تصريحات آبي أحمد موجهة بالأساس إلى الداخل الإثيوبي، لا سيما مع تكرار السؤال أمام البرلمان الإثيوبي عن موعد الانتهاء من السد. وأضاف شراقي أن الحديث عن اكتمال السد قيد التنفيذ منذ عام 2017 دون تحقيق هذا الهدف حتى الآن، وأن الإعلان الأخير يأتي كنوع من طمأنة الرأي العام الإثيوبي بشأن تقدم المشروع.
حقيقة اكتمال جسم السد والتوربينات
يبدو أن المقصود باكتمال سد النهضة في التصريحات الأخيرة هو الانتهاء من جسم السد وأعمال الخرسانة، بالإضافة إلى اكتمال البحيرة التي بلغت سعتها التخزينية القصوى عند 60 مليار متر مكعب من المياه. وأوضح شراقي أن هناك تأخيرًا واضحًا في تركيب التوربينات، حيث كان من المتوقع تركيب ثلاثة منها بحلول ديسمبر، لكن الواقع يشير إلى تركيب توربينين فقط، ليصبح إجمالي التوربينات التي تم تركيبها حتى الآن ستة من أصل 13 توربينًا.
أداء التوربينات يثير الشكوك
رغم تركيب بعض التوربينات، إلا أنها لم تدخل حيز التشغيل بكفاءة حتى الآن، وفقًا لشراقي، حيث يشير إلى أن إثيوبيا لا تزال تواجه تحديات تقنية كبيرة في تشغيل هذه التوربينات. كما أن عملية تركيب التوربينات المتبقية قد تستغرق نحو عامين، مؤكدًا أن كفاءة التشغيل ليست على المستوى المطلوب، وهو ما ينعكس في استقرار مخزون البحيرة عند مستوى 60 مليار متر مكعب.
التحديات المستقبلية وضرورة الاتفاق
تعليقًا على تصريحات آبي أحمد بشأن إقامة احتفال قريب باكتمال السد، تساءل شراقي عن طبيعة ما يمكن اعتباره اكتمالًا في ظل تأخر تشغيل التوربينات. وأوضح أن تشغيل هذه التوربينات أو عدم تشغيلها لا يؤثر بشكل جوهري على وصول المياه، لكنه أكد أن الأفضل للجميع هو الوصول إلى اتفاق عادل يضمن تنظيم تدفق المياه بصورة منتظمة، بما يصب في مصلحة دول المنطقة كافة.
الجدير بالذكر أن هذا المشروع يظل محط أنظار العالم، بانتظار ما ستؤول إليه الأمور في ظل التعقيدات التقنية والمتطلبات السياسية بين الدول ذات الصلة.