في حوار خاص عبر بودكاست “مع نور الدين” المذاع على قناة “الناس”، أُثيرت قضايا هامة تتعلق بأسس العقل والفطرة السليمة التي خلق الله الإنسان عليها. أوضح المتحدث أن أي خلل في وظائف الحواس أو الدماغ، أو حتى ضعف في الإدراك، قد يؤدي إلى ظهور حالات استثنائية تخالف طبيعة الإنسان السوية مثل الجنون أو العته. أكد كذلك أن الحفاظ على العقل السليم هو ما يجعل الإنسان قادرًا على الفهم والتفاعل مع رسائل الوحي الإلهي.
العقل السليم أساس فهم الرسالة السماوية
تناول النقاش خصائص الإنسان الطبيعي وأهمية امتلاكه عقلًا واعيًا وسليمًا، إذ أشار المحاور إلى أن هذا هو العامل الأساسي الذي يميز الإنسان المؤمن القادر على التلقي والفهم العميق للدين. وأكد أن العقل هو الوسيلة التي تمكّن الإنسان من استيعاب الرسائل الإلهية والتفاعل معها بمسؤولية وفهم عميق، ما يعكس التوازن بين الإيمان والوعي.
الوحي: اتصال إلهي بوسائل متعددة
تطرق الحديث إلى عملية الوحي، وأوضح أن الوحي هو وسيلة التواصل الرحماني بين الله وعباده. وأشار إلى أن هذا الاتصال يأتي بأشكال مختلفة، منها نزول الوحي بشكل مباشر على قلب النبي دون وسيط، أو عبر الملائكة كما حدث مع جبريل عليه السلام عندما نزل بالرسالة إلى النبي محمد ﷺ، وأيضًا بالكلام المباشر مع الأنبياء، كما حدث مع سيدنا موسى عليه السلام. وأكد المحاور أن القرآن الكريم وثّق جميع هذه الوسائل ليبين عظمة هذا التواصل الإلهي.
مهمة الأنبياء: تبليغ الرسالة بأمانة
أكد الدكتور علي جمعة في سياق حديثه أن الوظيفة الأساسية للأنبياء هي إيصال رسالة الله إلى البشر، فهم الوسيط الإلهي الناقل للرسالة السماوية دون تدخل أو تحريف. واستشهد بقوله تعالى: “ما على الرسول إلا البلاغ”، مشددًا على أن الأنبياء امتثلوا لهذه المهمة السامية بإخلاص وأمانة، لتكون الرسائل الإلهية واضحة وشاملة للبشرية.
في هذا السياق، تأتي أهمية العقل والفطرة السليمة للإنسان، التي تتيح له التفاعل مع الدين والوحي بعقلانية وإيمان عميق. تظل هذه المحاور نقطة انطلاق هامة للتأمل في دور الإنسان ومسؤوليته تجاه الوحي الإلهي الذي وُجه إليه.