عُرض على الفنان اللبناني رامي عياش تولي منصب وزاري في حكومة بلاده، لكنه رفض ذلك في أكثر من مناسبة، معربًا عن أن قراره لم يكن رفضًا للمنصب بحد ذاته، بل بسبب الظروف السياسية المضطربة التي كانت تعصف بلبنان حينها. تحدث عياش عن قناعته بأن المنصب الوزاري لا يضيف إلى مكانته شيئًا، مشددًا على أن خدمته لوطنه تستمر مدى الحياة دون الحاجة إلى لقب رسمي.
رامي عياش: المناصب الوزارية ليست غايتي
خلال حواره في برنامج “حبر سري” مع الإعلامية أسما إبراهيم، أوضح رامي عياش رؤيته لعمل السياسيين في لبنان، مؤكدًا أن الحكومة التي عُرض عليه الانضمام إليها لم تكن تواكب طموحاته ولا تعكس تطلعاته لإحداث تغيير حقيقي. أشار إلى أن فترة عمل الوزير قد لا تتجاوز عدة سنوات، بينما تظهر قيمة الفنانين والمبدعين من خلال تمثيلهم لوطنهم طوال حياتهم.
وأكد عياش الحاجة إلى قيادة سياسية قادرة على تقديم حلول جذرية تعيد لبلاده بريقها، متوقعًا مستقبلًا مشرقًا للبنان الذي كان يُعرف يومًا بـ”سويسرا الشرق”. وأشاد بعظمة بلده، منوهًا بخصائصه الثقافية والسياحية وشعبه المضياف، ما يجعله مصدر إلهام وتقدير على مستوى العالم.
كليب “قلبي مال”: جرأة اعتُبرت غير مألوفة
أما عن مسيرته الفنية، شارك رامي عياش كواليس منع فيديو كليبه الشهير “قلبي مال”، الذي أُنتِج عام 2000، من العرض لمدة أسبوعين. وقال إن الكليب أثار جدلًا كبيرًا في ذلك الوقت بسبب أفكار جريئة تم التعبير عنها بصريًا، حيث ظهر فيه بمظهر غير مألوف للمطربين العرب آنذاك، متخليًا عن القالب الرسمي المعتاد.
وأضاف عياش أن الجرأة التي قدمها لم تكن بهدف إثارة الجدل، بل لكسر الحواجز وإبراز صورة شبابية ومتحررة تعكس شخصيته. وأفاد بأن الكليب قوبل باستحسان من الجمهور عند عرضه لاحقًا، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه لا يُفضل الجرأة المفرطة التي قد تكون غير ملائمة للذوق العام.
رؤية تقليدية بشأن المساكنة قبل الزواج
خلال اللقاء، سلّط الفنان الضوء على آرائه في قضايا اجتماعية، متطرقًا إلى موضوع المساكنة قبل الزواج، الذي أبدى تحفظًا عليه. أشار عياش إلى خصوصية قيم المجتمع اللبناني، معبرًا عن صعوبة تقبله لمثل هذه الممارسات شخصيًا، وأضاف أن لكل فرد الحق في رأيه الخاص، لكنه يتمسك بقيمه التقليدية كونه أحد أبناء المناطق الجبلية ذات الطابع الثقافي المحافظ.
موقف واضح تجاه شائعة الخلاف مع الجمهور الجزائري
ونفى رامي عياش ما أُشيع عن وجود خلاف بينه وبين جمهوره الجزائري، مؤكدًا أن ما جرى لا يتعدى كونه تهويلًا على منصات التواصل الاجتماعي. أوضح أن الحديث عن مشكلة في إحدى الحفلات كان يرتبط بحفل أُقيم في باريس، وليس في الجزائر، مضيفًا أنه لم يُحيِ حفلات في الجزائر منذ سنوات طويلة، ومعربًا عن تقديره الكبير لجمهوره الجزائري.
قدّم الفنان رامي عياش في هذا اللقاء مواقف صريحة وأسلوبًا مباشرًا، عكس فيه رؤيته تجاه الفن والسياسة والقضايا الاجتماعية، ما يجعله واحدًا من أبرز الأصوات الفنية المؤثرة في العالم العربي، والقادرة على الجمع بين الجدية والطموح في مسيرته المتنوعة.