تصفيات كأس العالم: إندونيسيا تتألق والبحرين تخسر فرصة التأهل المباشر

تشهد الدورات الرمضانية في مصر زخماً مميزاً تجلّى خلال الأيام الماضية بمشهد كروي استثنائي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اقتنص أحد اللاعبين في إحدى هذه المنافسات الشعبية الأضواء بمهارة نادرة وأداء مذهل، ليعيد تعريف مفهوم الإبداع على أرضية الملاعب البسيطة التي طالما كانت حاضنة للمواهب الفذة.

هدف تاريخي يشعل مواقع التواصل

في قرية بمحافظة الشرقية المصرية، وعلى ملعب رمضاني صغير، خطف اللاعب المغمور تهامي سعيد الأنظار بهدف خارق بأسلوب “رابونا”، حيث راوغ المنافسين بمهارة لافتة ثم أطلق كرة خلفية دقيقة سكنت الشباك. الهدف الذي تم توثيقه بكاميرات الهواتف المحمولة سرعان ما تحوّل إلى حديث عشاق كرة القدم، متصدراً مقارنات واسعة بين مهارات هذا اللاعب ومستوى لاعبي الدوري الممتاز في مصر.

اقرأ أيضًا: هشام ماجد لـ «الرياضية»: انتصار قلب التوقعات.. ولم نقصد الإساءة

الدورات الرمضانية… مسرح المواهب المغمورة

لطالما كانت الدورات الرمضانية جزءاً أصيلاً من المشهد الكروي الشعبي في مصر، ومع مرور السنين تحولت إلى منصات حقيقية لاكتشاف المواهب المدفونة. لم تعد هذه المنافسات مجرد مباريات عابرة تلعب بكرة “الشراب”، بل نضج تنظيمها ليشمل تواجد حكام رسميين وبثاً مباشراً لبعض المباريات، وحتى استخدام تقنية الفيديو (VAR) في بعض الأحيان. كانت هذه الساحات نقطة بداية للعديد من نجوم الكرة المصرية السابقين، مثل رضا عبد العال ووليد صلاح الدين، الذين انطلقوا من الملاعب الرمضانية الشعبية إلى الأضواء الكبرى.

اهتمام جماهيري كبير ومطالب بالكشف عن المواهب

هدف “رابونا” الأخير لم يكن سوى حلقة جديدة في سلسلة إبداعات لاعبي الدورات الرمضانية. مشاهد الأهداف المذهلة التي تُحقق وسط تفاعلات جماهيرية هائلة استطاعت لفت الأنظار بعيداً عن المنافسات الرسمية. رواد مواقع التواصل الاجتماعي أعربوا عن إعجابهم بالمواهب الواعدة التي تتألق دون ظهور رسمي في البطولات الكبرى، وبدأوا في مطالبة الأندية الكبرى بمراقبة هذه الدورات لاكتشاف لاعبين قد يعيدون تشكيل المستقبل الكروي في مصر.

اقرأ أيضًا: الزمالك يعلن تدعيم فريق السلة بمحترف جديد

الدورات الرمضانية بين المشهد الشعبي والدعم الاحترافي

على الرغم من القدرات الفائقة التي يظهرها اللاعبون، يرى عدد من خبراء الرياضة أن غياب الجهات المختصة عن متابعة هذه المواهب هو أحد أبرز التحديات. الناقد الرياضي أشرف محمود وصف هذه الدورات بـ”الكنز المدفون”، مؤكداً أن العديد من اللاعبين يمتلكون إمكانات تضاهي نجوم الأندية، لكنهم يجدون أنفسهم ضحايا للظروف الاقتصادية أو غياب الكشافين الأكفاء.

هل يمكن أن تكون بديلاً للأكاديميات الكروية؟

كشفت النقاشات الأخيرة عن جدل حول فكرة تحويل الدورات الرمضانية إلى قاعدة لاعتماد اللاعبين الموهوبين كبديل للأكاديميات الكروية الرسمية، وهو أمر يراه بعض المختصين غير واقعي. يشير الناقد الرياضي أيمن هريدي إلى أن قصر مدة هذه الدورات، وغياب التحضيرات البدنية والفنية فيها، يجعل من الصعب أن تحل محل الأكاديميات التي تعمل وفق أسس تدريبية علمية وتنظيم خاص.

اقرأ أيضًا: أراوخو يستعد لقيادة تشكيل أوروغواي أمام بوليفيا في المواجهة المنتظرة

في النهاية، تبقى الدورات الرمضانية علامة فارقة في المشهد الرياضي المصري، ليست فقط لكونها مساحة للإبداع الشعبي، ولكن أيضاً كنافذة تكشف عن الجواهر الكروية المختبئة بعيداً عن أعين الأندية الكبرى. بالمزيد من الاهتمام والتنظيم، قد يتحول حلم هذه المواهب إلى واقع تحت الأضواء.

اقرأ أيضًا: اخبار الرياضة| غيابات الزمالك المؤكدة عن مباراة بتروجيت غداً فى كاس الرابطة

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.