اكتشف سر تفضيل المسلمين أداء صلاة العيد في الساحات المفتوحة

اكتشف سر تفضيل المسلمين أداء صلاة العيد في الساحات المفتوحة

تُعد صلاة العيد واحدة من الشعائر الإسلامية التي تجتمع فيها القلوب على البهجة والفرح، فهي ليست مجرد صلاة فحسب، بل تُعبر عن قيم عظيمة اجتماعية وروحية في الإسلام. ومن السنن النبوية المشهورة المرتبطة بصلاة العيد، هي أداؤها في الخلاء، حيث وردت العديد من الأحاديث التي تشير إلى حرص النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده على الخروج إلى المصلى لأداء هذه الصلاة.

صلاة العيد في الخلاء

تؤكد دار الإفتاء المصرية أن النبي صلى الله عليه وسلم سنَّ الخروج إلى الخلاء لأداء صلاة العيد، لما تحمله هذه السنة من أبعاد تعبدية واجتماعية، حيث تبرز معاني التلاحم بين المسلمين. وقد استشهدت الدار بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة”، مما يدل على أهمية المحافظة على هذه السنة. إلا أن مكة كانت استثناء، حيث كانت صلاة العيد تُؤدى في المسجد الحرام كونه المكان الأقدس لدى المسلمين.

حكم صلاة العيد في الخلاء

الخروج إلى الخلاء لأداء صلاة العيد يُنظر إليه بطريقة مختلفة بين المذاهب الفقهية، إذ يرى الحنفية أنه سنة مؤكدة حتى لو كان هناك مسجد جامع يتسع للجميع، بينما يندبها المالكية ويعتبرون الخروج أفضل إلا إذا كان هناك عذر. أما عند الشافعية، فإن أداء الصلاة في المسجد يكون الأفضل، إلا إذا ضاق بالمصلين فيُستَحب الخروج إلى المصلى. في حين يعتبر الحنابلة الصلاة في الخلاء سنة بشرط أن يكون المصلى قريبًا من العمران، ومع ذلك يفضلون المسجد في مكة لفضل المسجد الحرام.

كيفية أداء صلاة العيد في المنزل

يرد أحيانًا تعذر أداء صلاة العيد في الخلاء أو المساجد، وقد أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، كيفية القيام بالصلاة في المنزل بنفس الكيفية التي تقام بها في المصلى. تُصلى ركعتان، وفي الركعة الأولى يُكبر سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، أما الركعة الثانية فتشتمل على خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام، وهي من السنن التي يتفق جمهور العلماء على العمل بها.

عدد تكبيرات صلاة العيد

اختلفت المذاهب الفقهية حول عدد التكبيرات في صلاة العيد. فالشافعية يرون أن الركعة الأولى تُفتتح بسبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، أما الركعة الثانية فتكون بخمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام. فيما أشار المالكية إلى أن الركعة الأولى تشمل سبع تكبيرات منها تكبيرة الإحرام، وتقتصر الركعة الثانية على خمس تكبيرات دون احتساب تكبيرة القيام.

تبقى صلاة العيد أحد أبرز مظاهر الاحتفال الديني والتفاعل الاجتماعي، حيث يشعر المسلمون من خلالها ببهجة خاصة تجمع بين العبودية لله وتجسيد العيد كفرصة للتواصل والتراحم بين الناس.

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.