اكتشاف المواهب المدفونة في مصر من خلال الدورات الرمضانية

في أجواء غير تقليدية وخارج أضواء الملاعب الكبرى وكاميرات البث المباشر، شهدت إحدى الدورات الرمضانية الشعبية في مصر لقطة كروية مدهشة أثارت صدى واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي. الهدف، الذي وصف بـ”العالمي”، جاء بأقدام لاعب مغمور يدعى تهامي سعيد، وأذهل الجميع بطريقة “رابونا” الحماسية، ما أعاد تسليط الضوء على هذا النوع من المنافسات الشعبية كحاضنة خفية للمواهب الكروية.

إبداع تهامي سعيد يخطف الأنظار

تمكن تهامي سعيد، لاعب نادي المجد السكندري الذي ينافس في دوري القسم الثاني، من تسجيل هدف استثنائي خلال دورة رمضانية أقيمت في إحدى قرى محافظة الشرقية. الهدف الذي تم توثيقه عبر كاميرات هواتف الحضور، استعرض فيه اللاعب مهارة نادرة، إذ راوغ لاعبين منافسين بمهارة فائقة، وسدد الكرة بطريقة فنية مذهلة باستخدام “رابونا”، ليصبح حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضًا: كأس ملك إسبانيا| أبرز غيابات ريال مدريد أمام ديبورتيفو مينيرا اليوم

الدورات الرمضانية… مواهب تنير الظلام

الدورات الرمضانية ليست مجرد منافسات للتسلية، وإنما تعتبر منجمًا للمواهب الكروية. لسنوات طويلة، ساهمت في إبراز عدد كبير من نجوم الكرة المصرية الذين انطلقوا من ملاعبها الشعبية، مثل أحمد الكاس ورضا عبد العال ووليد صلاح الدين وغيرهم. على الرغم من بساطة تجهيزات هذه الدورات مقارنة بالمسابقات الرسمية، إلا أنها تجذب الجماهير بشكل لافت، وتتحول أحيانًا إلى ميدان يضاهي في شعبيته بطولات كرة القدم الكبرى.

تقنيات حديثة تغزو الملاعب الشعبية

خلال السنوات الأخيرة، تطورت الدورات الرمضانية بشكل ملحوظ. تخلى اللاعبون عن الكرة الشراب التقليدية، ولجأ المنظمون إلى إدخال تقنيات متطورة مثل البث المباشر للمباريات واستخدام حكام معتمدين وحتى اللجوء إلى تقنية الفيديو “فار” في بعض المنافسات، ما جعلها أكثر قربًا من أجواء البطولات الاحترافية.

اقرأ أيضًا: بالميراس يقترب من حسم صفقة فيتور روكي.. وبرشلونة يحتفظ بحصته

إهمال الأندية… خسارة للمواهب

ورغم الإبداع الذي يظهر في هذه الدورات، تظل المواهب المدفونة في انتظار فرصتها الحقيقية للظهور. الناقد الرياضي أشرف محمود أكد أن العديد من المواهب في الدورات الرمضانية تمتلك قدرات فنية تفوق أقرانهم في الأندية الكبرى، لكنها لم تحظَ بالاهتمام الكافي بسبب غياب الكشافين واعتماد الأندية على المجاملات والمحسوبية. وأشار إلى ضرورة الاهتمام بهذه البطولات باعتبارها مصدرًا غنيًا للاعبين الموهوبين.

الفرصة تضيع أم تُكتشف؟

على الرغم من أن الهدف الأبرز للدورات الرمضانية هو الترفيه والمرح، إلا أن بعض المتابعين طالبوا باستخدامها كقاعدة لاستكشاف المواهب الجديدة. الكاتب الرياضي أيمن هريدي أكد أن مثل هذه الدورات تُبرز مواهب خام تلعب كرة القدم بمهارات فطرية، لكنها تفتقر إلى الأسس الاحترافية التي تقدمها الأكاديميات الكروية. ورغم الجدل حول إمكانية تحويل الدورات الرمضانية إلى بديل للأكاديميات، يرى الخبراء أن هذا الأمر يصطدم بمشكلات عدة، أبرزها غياب التنظيم الفني والإعداد البدني الجاد.

اقرأ أيضًا: ترتيب الدوري الإسباني بعد فوز برشلونة ضد جيرونا

مما لا شك فيه أن الدورات الرمضانية نجحت في جذب الأضواء مؤخرًا، ليس فقط كوسيلة لإحياء الأجواء الرياضية في الشهر الكريم، لكن أيضًا كمساحة لإبراز لاعبين صغار يملكون إمكانيات تستحق الانتباه والمتابعة من قِبَل الأندية ومسؤولي كرة القدم في مصر، لعلها تحمل بين صفوفها النجم القادم.

اقرأ أيضًا: “يارب القيامة تقوم…بن شرقي رسميا فى الاهلى وهذا هو موعد وصوله مصر

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.