
مع نسيم ليالي رمضان التي تحمل ذكريات الزمن الجميل وروائع الدراما التي أبهرت المشاهدين عبر الأجيال، يبرز بين الأسماء اللامعة في عالم الفن نجوم حفروا مكانتهم في قلوب الجمهور بإبداعاتهم، سواء أمام الكاميرا أو خلفها. واليوم نستعرض معكم رحلة واحدة من تلك النجمات التي أضاءت الشاشة الفضية برقي أدائها وتنوع أدوارها، وهي الفنانة القديرة دلال عبدالعزيز، التي تركت بصمتها في كل موسم رمضاني.
محطة “ليالي الحلمية” البداية والتألق
في ثمانينيات القرن الماضي، قدمت دلال عبدالعزيز دورًا حفر في ذاكرة المشاهد من خلال العمل الرمضاني الأشهر “ليالي الحلمية”، حيث شاركت في الجزءين الأول والثاني بشخصية نجاة زوجة طه السماحي. نجاح المسلسل ساهم بشكل كبير في تعزيز مكانتها في الساحة الفنية وفتح أمامها باب النجومية بالدراما التلفزيونية.
بين الكوميديا والدراما: أدوار خالدة
عام 1994، أثرت دلال الشاشة الرمضانية بدور مميز في مسلسل “لا” إلى جانب يحيى الفخراني، حيث لعبت شخصية ممثلة تشق طريقها إلى عالم النجومية، مواجهة الكثير من التحديات. وفي 1995 و1996، تألقت بشخصية شهرزاد ضمن سلسلة “ألف ليلة وليلة”، تلك الحكايات التي سحرت الجمهور عبر الأجيال. أما في رمضان 1998، فقدمت مشاركتها المتميزة في مسلسل “السيرة الهلالية”.
وجوه الشر والدراما الاجتماعية
لن ينسى الجمهور شخصية المرأة الانتهازية التي لعبتها دلال عبدالعزيز بإبداع في مسلسل “للعدالة وجوه كثيرة” مع يحيى الفخراني عام 2001، حيث ناقش العمل قضية مجهولي النسب بأسلوب إنساني مبتكر. ولم يقتصر أداؤها المميز على دور واحد، فقد أبدعت في مسلسل “الناس في كفر عسكر” عام 2003 بدور فطوم، الذي اعتبر واحدًا من أبرز أدوار الشر في الدراما المصرية.
تجارب متنوعة ورؤية فنية متجددة
عام 2001، كانت دلال جزءًا أساسيًا من النجاح الاستثنائي لمسلسل “حديث الصباح والمساء”، الذي تناول بعدًا جديدًا للرواية الملحمية لنجيب محفوظ. كما أضافت بُعدًا إنسانيًا خاصًا بدورها كأم مسيحية في مسلسل “دوران شبرا” عام 2011، حيث تميز العمل بتسليط الضوء على التعايش المجتمعي. وحتى في الأدوار الكوميدية، أبدعت في مسلسل “الهروب” عام 2012 بمشاركة كريم عبدالعزيز.
محطات بلمسة إنسانية خالصة
جسدت دلال عبدالعزيز في مسلسل “حق ميت” عام 2015 الأم المكلومة التي تبحث عن العدالة لفقدان ولدها، مما ترك أثرًا عميقًا في قلوب المتابعين، حيث شاركت فيه بجانب ابنتها إيمي سمير غانم وحسن الرداد. ولم تتوقف مشاركاتها عند البطولة المطلقة فقط، بل أضافت لمسات من الدفء والحنين عبر ظهورها في عدة أعمال رمضانية كضيفة شرف إلى جوار ابنتها دنيا سمير غانم.
الختام بمشهد لن يُنسى
كان رمضان 2021 هو المحطة الأخيرة لدلال عبدالعزيز بمشاركتها في مسلسل “ملوك الجدعنة”، حيث قدمت مشهدًا وداعيًا مؤثرًا عندما لعبت دور أم تفارق الحياة، وهو المشهد الذي تناقله الجمهور بكثير من التأثر. هذا المشهد أصبح بمثابة خاتمة رمضانية لمسيرة فنية غنية.
برحيلها تركت دلال عبدالعزيز فراغًا كبيرًا في قلوب متابعيها الذين أحبوا صدق أدائها ودفء أدوارها، وستظل جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الفنية الرمضانية العربية.