هناك بعض النجوم في تاريخ الكرة المصرية الذين أخذوا خطوة جريئة بالانتقال بين قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، تاركين بصمة لا تُنسى في الملاعب. كان هذا الانتقال دائمًا يشكل تحديًا كبيرًا، يُرافقه الجدل وردود الفعل العنيفة من الجماهير، التي غالبًا ما تنقسم بين الغضب والدعم حسب موقفها من اللاعب.
دومينيك دا سيلفا.. من القلعة الحمراء إلى البيضاء
دومينيك دا سيلفا، الموريتاني ذو الأصول الغينية، هو واحد من الأمثلة التي تُجسد هذه المغامرة المثيرة. وُلد دومينيك في 16 أغسطس 1989، وبدأ مسيرته الاحترافية مع الأهلي، ليحصد معه البطولات ويثبت نفسه كواحد من اللاعبين الذين لهم بصمة واضحة في تاريخ النادي. يجيد اللعب في مراكز متعددة تشمل الهجوم والجناح الأيسر، كما يُعرف بقدرته على إحداث الفارق في اللحظات الحاسمة.
رحلة دومينيك مع الأهلي استمرت لمدة ثلاث سنوات ونصف، لعب خلالها دورًا بارزًا في العديد من المباريات، حيث سجل أهدافًا حاسمة مثل هدفه الأول في الدوري المصري الممتاز بشباك وادي دجلة في 16 مايو 2011، وأهدافه الأخرى المؤثرة أمام إنبي والإسماعيلي. كما كان له بصمة واضحة في دوري أبطال أفريقيا، حيث أحرز أهدافًا ضد سوبر سبورت والوداد البيضاوي المغربي.
الانتقال إلى الزمالك.. تجربة قصيرة بأحداث مثيرة
على الرغم من مسيرته الناجحة مع الأهلي، جاء قرار الأهلي بفسخ تعاقده مع دومينيك في 16 يناير 2014، ليُدخل اللاعب مرحلة جديدة بتنازل عن مستحقاته المالية. بعدها، قرر دومينيك الانتقال إلى الزمالك، ليبدأ فصلًا جديدًا في رحلته الكروية منذ 27 يناير 2014 في صفقة انتقال حر لمدة موسم ونصف. لكن مسيرته مع الفريق الأبيض لم تحقق التوقعات المطلوبة، لتنتهي رحلته سريعًا بعد ستة أشهر فقط.
كان مسؤولو الزمالك يطمحون أن يُكرر دومينيك نجاح اللاعب حسين ياسر المحمدي الذي انتقل من الأهلي إلى الزمالك سابقًا وحقق نجاحًا بارزًا. إلا أن التجربة لم تكن موفقة لدومينيك، حيث لم يتمكن من الوفاء بتوقعات الجماهير أو الطموحات التي عُلِقت عليه.
ذكريات متباينة بين الفرح والحزن
في حديث له عن تجربته في الملاعب المصرية، أكد دومينيك أن الفترتين مع الأهلي والزمالك حملتا ذكريات متنوعة بين السعادة والحزن. مشيرًا إلى أنه لا يستطيع تحديد أيهما الأفضل بالنسبة له، لأن كلا المرحلتين تضمنتا لحظات إيجابية وأخرى صعبة. ويتجلى ذلك في تصريحاته التي أشار فيها إلى الجوائز والبطولات التي حصدها مع الأهلي، بجانب بعض اللحظات الطيبة التي قضاها في الزمالك.
رغم القصر الزمني لتجربته مع الزمالك، يظل دومينيك واحدًا من اللاعبين الذين أثار انتقالهم بين القطبين جدلاً واسعًا في المشهد الكروي المصري، حيث دخل التاريخ كواحد من اللاعبين الذين خاضوا مغامرة استثنائية في ملاعب الكرة المصرية.