تشهد ليلة القدر أهمية خاصة في نفوس المسلمين، حيث تعتبر من أكثر الليالي تقربًا إلى الله وأعظمها أجرًا، وتحمل دعوات القلوب الخاشعة وطلب المغفرة والرحمة. وفي حديثه عن فضائل هذه الليلة المباركة، أكد الدكتور أسامة قابيل على ضرورة اغتنامها بالدعاء والعمل الصالح، مشيرًا إلى أنها تمثل محطة عظيمة للتوبة وتجديد الصلة مع الله، حتى لمن قصَّروا خلال رمضان، فهي فرصة للعودة بقلوب مفعمة بالإيمان.
أثر الدعاء في ليلة القدر
أوضح الدكتور قابيل مدى تأثير الدعاء في ليلة القدر قائلًا إنه قد يغير الأقدار، استنادًا إلى قوله تعالى: “فيها يُفرق كل أمر حكيم”. وأشار إلى أن هذه الليلة تسطر أقدار العام المقبل، وأن الدعاء الملح والصادق قد يكون مفتاحًا لتغيير حال الإنسان نحو الأفضل. واستدل على ذلك بتضرع النبي صلى الله عليه وسلم في قصة تحويل القبلة، التي جاءت استجابة لدعاء دام طويلاً حتى أذن الله بتحقيقه.
أفضل دعاء في ليلة القدر
وأضاف قابيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، دعاء عظيمًا لليلة القدر عندما سألته عن أفضل ما يُقال في هذه الليلة، وهو: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني”. وأوضح أن العفو يعد أسمى من المغفرة، حيث يمحو الذنب وكأنه لم يكن، مشددًا على أهمية ترديد هذا الدعاء بخشوع ويقين.
التحري عن ليلة القدر في الليالي الوترية
أشار قابيل إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بتحري ليلة القدر في الليالي الوترية من العشر الأواخر من رمضان، والتي تشمل الليالي 21، 23، 25، 27، و29. ومع ذلك، أكد ضرورة أن تكون العلاقة مع الله قائمة طوال الوقت، وليس فقط في المناسبات أو المواسم، داعيًا إلى الدوام على العبادة والعمل الصالح في جميع الأوقات.
ارتباط العفو بين العبد وربه
من أجل أن ينال العبد العفو الإلهي في ليلة القدر، شدد قابيل على أهمية أن يعفو الإنسان عن الآخرين. واستشهد بآيات قرآنية مثل: “والعافين عن الناس والله يحب المحسنين”، و: “ألا تحبون أن يغفر الله لكم؟”. مؤكدًا أن العفو عن الناس سببٌ لمغفرة الله وتطهير النفس من الضغائن، داعيًا كل مسلم إلى قول: “اللهم إني أشهدك أني قد عفوت عن كل من ظلمني”.
تظل ليلة القدر فرصة لا مثيل لها لكل من يسعى لمحبة الله ورضاه، وما من قلب يتوجه بالدعاء والتضرع فيها إلا وينال النصيب الأكبر من الخير والبركات، فهي ليلة تحيا فيها القلوب بثقة ويقين.