الإنجازات الرقمية البارزة في تاريخ المنتخب المصري بكأس الأمم الأفريقية تتحدث عن نفسها، حيث تظهر لغة الأرقام سيطرة الفراعنة على العديد من جوانب البطولة الأبرز بالقارة السمراء. أرقام لا تخطئها العين تروي حكايات النجاح التي حققها المنتخب الوطني على مدار عقود من الزمن، وتؤكد على مكانة مصر الرياضية في تاريخ البطولة.
المنتخب المصري: ملك البطولات الأفريقية
المنتخب المصري هو الأكثر تتويجًا بلقب كأس الأمم الأفريقية بسبعة ألقاب تاريخية في أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010. هذا التفوق لا يقف عند حدود الألقاب فحسب، بل يمتد ليجعله الأكثر مشاركة في النهائيات بـ25 مرة، حيث غاب عن المنافسة في ثلاث نسخ فقط. كما يأتي المنتخب في صدارة الفرق الأكثر تأهلًا إلى المباراة النهائية بمعدل 10 مرات، وهو الوحيد الذي حقق إنجاز الفوز باللقب ثلاث مرات متتالية بفضل الجيل الذهبي بقيادة المدرب حسن شحاتة في أعوام 2006 و2008 و2010.
أرقام استثنائية على أرض مصرية
تاريخ البطولة يحمل بصمة مصرية واضحة من خلال احتضان مصر لنهائيات البطولة أكبر عدد من المرات بـ5 استضافات في أعوام 1959، 1974، 1986، 2006، و2019. وتأتي غانا في المرتبة الثانية بـ4 مرات. أما عن سلسلة اللا هزيمة، فقد تمكن الفراعنة من تحقيق رقم قياسي بخوض 25 مباراة دون خسارة خلال الفترة من 2004 وحتى المباراة النهائية في نسخة 2017 حينما تعثرت مصر أمام الكاميرون.
نجوم تركوا بصمتهم الذهبية
على صعيد اللاعبين، يبرز محمد دياب العطار “الديبة” كأول لاعب يسجل هاتريك في مباراة واحدة بكأس الأمم عام 1957، بينما سجل حسن الشاذلي هذا الإنجاز مرتين في نسختي 1963 و1970. ومن بين الأسماء الخالدة، يلمع اسم أحمد حسن وعصام الحضري، باعتبارهما الأكثر تتويجًا بأربعة ألقاب لكل منهما. الحضري له إنجاز إضافي كونه الأكبر سنًا مشاركة في تاريخ البطولة بعمر 44 عامًا و21 يومًا، خلال نهائي 2017.
إنجازات ومفارقات تاريخية
في زاوية أخرى، يظهر اسم محمود الجوهري كأول شخصية تفوز باللقب لاعبًا عام 1959 ومدربًا عام 1998، بجانب النيجيري ستيفن كيشي الذي كرر الإنجاز ذاته مع بلده. أما حسام حسن، فيحمل لقب أكبر لاعب يسجل هدفًا في تاريخ البطولة بعمر 39 عامًا و174 يومًا في نسخة 2006. من جهة أخرى، يُسجل أيمن منصور أسرع هدف في تاريخ البطولة بإحرازه هدفًا في مرمى الجابون بعد 23 ثانية فقط عام 1994.
إن مسيرة المنتخب المصري في كأس الأمم الأفريقية ليست مجرد سجل من الأرقام، بل هي قصة نجاح متواصلة تكشف عن روح رياضية استثنائية وإصرار لتحقيق الألقاب وترسيخ الإرث الذي يجعل الفراعنة دائمًا في قلب الحدث القاري.