في حديث فكري عميق، تناول الإمام الأكبر أهمية الدعاء في الإسلام باعتباره صلة مباشرة بين العبد وربه، موجهًا رسالة إيمانية تحمل الأمل والتفاؤل. وأوضح أن الدعاء يعد من أدوات دفع البلاء التي قدّرها الله في قضائه، مشبهًا إياه بالترس الذي يصد السهام في المعركة. كما أكد على أن تفاعل الدعاء مع القضاء من سنن الله الكونية التي تستمر حتى يوم القيامة، ما يجعل الإنسان في حاجة دائمة إلى الالتجاء إلى الله.
الدعاء وأثره في تجاوز المحن
أشار الإمام الأكبر إلى ضرورة تحلي المسلم بالصبر أثناء انتظار استجابة الدعاء، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “يُستجاب للعبد ما لم يعجِّل”. وأكد أن التعجل واليأس قد يحجبان الخير، وأن الإيمان الحقيقي يدعو المسلمين إلى الثبات تحت كنف الأقدار، مترقبين رحمة الله مع الاستمرار في أداء العبادات، خاصة الصلوات الخمس التي تحمي القلب من الوساوس وتزيد من القرب الروحي من الله.
كيف يُجيب العبد دعاء الله؟
أوضح الإمام الأكبر أن العلاقة بين العبد وربه مبنية على التفاعل المتبادل، فالإنسان يدعو الله للمغفرة والعون، والله يدعوه إلى الطاعة والإيمان. وأشار إلى قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾، مبينًا أن الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه هو السبيل لإجابة دعاء الله، ورغم ذلك فإن رحمته الواسعة تشمل حتى من أخطأ واضطر للدعاء.
الدعاء المفضل لدى الإمام الأكبر
كشف الإمام الأكبر عن الأدعية الأكثر تأثيرًا في نفسه، ومنها الدعاء النبوي: “اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”، بالإضافة إلى الدعاء القرآني: “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”. وأكد أن الدعاء المتكرر والمُلح يعكس صدق اللجوء إلى الله ويزيد من احتمال استجابته. كما حث المسلمين على الجمع بين الدعاء والعمل الجاد مع اتباع الأسباب التي شرعها الله لتحقيق الأمنيات وتجاوز العقبات.
تجدر الإشارة إلى المعاني والدروس العميقة التي طرحها الإمام الأكبر، والتي تبرز مكانة الدعاء كركن أساسي في حياة المسلمين، وتمثل رسالة واضحة بضرورة الاعتماد على الله مع العمل المتواصل والصبر في مواجهة تحديات الحياة.