
مع تزايد التساؤلات حول التعامل مع الأصدقاء من ديانات مختلفة، يُثار دائمًا موضوع تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، ليجد هذا السؤال إجابة شافية من فضيلة الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، الذي أوضح بوضوح أن الإسلام يدعم البر والإحسان كقيم عليا في التعامل مع الجميع.
هل يجوز تهنئة غير المسلمين في أعيادهم؟
أكد الدكتور علي جمعة على جواز تهنئة الأصدقاء غير المسلمين بأعيادهم، مستشهدًا بآية من القرآن الكريم: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}. وأوضح أن هذا الفعل يعكس قيم التعايش السلمي واحترام الآخر، مشيرًا إلى أن العلاقات الطيبة والقيم الإنسانية تجمع بين البشر، بصرف النظر عن الدين أو المعتقد.
الاحترام المتبادل والأدلة الشرعية
أضاف فضيلة المفتي الأسبق مثالًا بسيطًا ليقرب الفكرة إلى الأذهان، قائلًا: "إذا ألقى عليّ جاري صباح الخير، كيف يمكن لي أن أمتنع عن الرد؟! أين البر والإحسان في ذلك؟". ثم استشهد بآية أخرى من القرآن الكريم: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ}، مؤكدًا أن القيم الإسلامية تدعو إلى البر والإحسان في المعاملة مع الجميع، بما فيهم غير المسلمين.
قيم التعايش والوحدة الوطنية
شدّد جمعة على أهمية تعزيز المحبة والتوافق داخل المجتمع الواحد، حيث قال: "إذا كنا نعيش معًا في وطن واحد، فمن البر والاجتهاد في الإحسان أن نرحب بأشقائنا، نبرّهم ونهئنهم في مناسباتهم وأعيادهم"، موضحًا أن هذه السلوكيات لا تخالف تعاليم الإسلام، بل تعكس الروح السمحة للدين وقيمه الإنسانية.
ختامًا، يجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الردود والنقاشات حول الأمور الفقهية تساعد في تعزيز التفاهم بين أفراد المجتمع، وتدعم بناء جسور من التعايش السلمي، بما يجسد المعنى الحقيقي للوسطية التي يدعو لها الإسلام.