مع إدراج رياضة الإسكواش ضمن الألعاب الأولمبية لأول مرة في تاريخها بدورة لوس أنجلوس 2028، تحوّلت الأنظار إلى الأبطال المصريين الذين هيمنوا على هذه الرياضة لعقود، وأضحوا المرشحين الأبرز لحصد الميداليات الأولمبية. ومن بين النجوم الواعدين الذين يترقبهم العالم، يبرز بطل مصر الصاعد محمد زكريا، صاحب الـ 17 عامًا الآن، والذي يُتوقع له أن يكون من أبرز المنافسين على الذهب الأولمبي في ذلك المحفل العالمي.
إنجازات لافتة تثبّت أقدام النجم الصاعد
محمد زكريا، الذي يُعد أحد ألمع مواهب الإسكواش المصرية، يحمل لقب بطولة العالم للناشئين في منافساتها الفردية، التي استضافها نادي هيوستن بالولايات المتحدة في منتصف يوليو الماضي. هذا اللقب جاء بعد تفوقه في المباراة النهائية على الكوري الجنوبي جوو يونج نا بنتيجة 3-0 في مباراة امتدت لـ 37 دقيقة، حيث سيطر زكريا تمامًا على المباراة بنتائج أشواط متميزة: 11-6، 11-4، و11-6. بذلك، أعاد زكريا اللقب إلى مصر بعد غياب دام أربع سنوات، بعدما كان مصطفى عسل آخر من أهدى مصر هذا الشرف في عام 2019.
محطم للأرقام القياسية في عمر مبكر
ما يجعل إنجاز محمد زكريا استثنائيًا هو أنه بات أصغر لاعب في التاريخ يتوّج بهذه البطولة، محطمًا رقم الباكستاني الأسطوري جانشير خان الذي أحرز اللقب في عام 1986. إضافة لذلك، تفوّق زكريا بفارق أيام على النجم المصري رامي عاشور، الذي فاز بالبطولة في سن 16 عامًا عام 2004. ورغم صغر سنه، يحتل زكريا اليوم المركز الـ27 عالميًا ضمن تصنيف لاعبي الإسكواش المحترفين، وهو إنجاز ملفت في حد ذاته.
رحلة طموحة بدأها في عمر السابعة
في حديث خاص، كشف محمد زكريا أنه اختار الإسكواش بعد محاولة غير ناجحة مع رياضة كرة اليد، قائلاً إنه وجد ذاته أكثر في الألعاب الفردية التي تجعله يتحمل المسؤولية كاملة. بدأ زكريا رحلته مع الإسكواش في سن السابعة، ومنذ ذلك الحين، لم ينظر إلى الوراء. وقد وصف علي فرج، بطل الإسكواش العالمي، بأنه قدوته ومثله الأعلى، ليس فقط بسبب تألقه الرياضي وإنما لشخصيته المميزة فضلًا عن نجاحه الأكاديمي الذي يلهمه كثيرًا.
التوازن بين الرياضة والتعليم: التحدي الأكبر
يرى زكريا أهمية كبيرة لتحقيق التوازن بين دراسته وحياته الرياضية، موضحًا أن اهتمام عائلته بتعليمه شكّل ركيزة أساسية لطموحاته. وأشار إلى تطلعه لدراسة الهندسة، لكنه لم يحدد بعد ما إذا كان سيواصل تعليمه في مصر أو خارجها.
أحلام تمتد وراء الإسكواش
بعيدًا عن الإسكواش، يعشق زكريا رياضة التنس ويعترف بأنه كان سيختار رياضة البادل لو لم يكن لاعب إسكواش. ويستمد إلهامه من نجوم عالميين مثل كارلوس ألكاراز الذي أذهله بفوزه ببطولة العالم للتنس في سن التاسعة عشرة. وبالنسبة له، يُعد محمد صلاح مثالًا ملهمًا، حيث تعكس رحلة نجاحه مع كرة القدم نموذجًا ملهمًا للإيمان بالذات وتحقيق الأحلام رغم بداية صعبة.
مع كل هذه الإنجازات والآمال الكبيرة، يبدو أن محمد زكريا في طريقه لصناعة تاريخ جديد للإسكواش المصري والعالمي، ليمثّل مصر بحلم الذهب الأولمبي ويواصل كتابة أسطورته الخاصة على ملاعب هذه الرياضة.