مصطفى حسني يكشف: كيف تسهم النية الطيبة في نزول المدد الإلهي؟

مصطفى حسني يكشف: كيف تسهم النية الطيبة في نزول المدد الإلهي؟

يعتمد الإنسان في حياته على السعي وبذل الجهد مع التوكل على الله، وهو ما عكسته العديد من القصص القرآنية التي جمعت بين العمل البشري والإعجاز الإلهي، مثل قصة سيدنا موسى عندما وجد نفسه وجنود فرعون يلاحقونه، في لحظة بدت فيها النجاة مستحيلة وفق المنظور البشري، إلا أن يقينه بربه كان حاضرًا، فقال بكل ثقة: «كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ». جاء التوجيه الإلهي له بأن يضرب البحر بعصاه، وهنا تجلّى الجمع بين دور الإنسان وإرادة الله، فانفلق البحر ليصبح كل جزء منه كالجبل العظيم، مما مهد الطريق لعبور بني إسرائيل وغرق فرعون وجنوده بعدها.

السعي وتوفيق الله.. معادلة النجاح

يبين القرآن الكريم أن الإنسان مطالب بالسعي وفق إمكاناته، بينما يتولى الله توجيهه وإمداده بالعون اللازم. إحدى أبرز الأمثلة على هذا المبدأ هي قصة أصحاب الكهف، فقد فرّ هؤلاء الشباب بدينهم ولجأوا إلى الكهف بعد أن وجّههم الله لذلك، فكان جزاؤهم أن أواهم الله، وحفظهم، وزادهم ثباتًا وقوة إيمان، وهو ما يشير إلى أن التوكل على الله لا يكتمل إلا بالسعي والعمل.

الثبات أمام الاختبارات الحياتية

تظهر كثير من التحديات في حياة الإنسان، سواء كانت مغريات مالية أو قرارات مصيرية تتعلق بمستقبله، مثل اختيار شريك الحياة. لذا، يؤكد الخبراء أهمية الثبات على المبادئ والقيم، ورفض المساس بالهداية الإلهية، مهما كانت المغريات كبيرة. المواقف التي يواجهها الإنسان في حياته هي اختبارات لإيمانه ومدى تمسكه بالحق، خاصة في الأوقات التي يجد فيها الفرص لتحقيق أهدافه بطرق ملتوية، مثل اللجوء إلى المال الحرام لتجاوز الأزمات المالية.

يبقى الإصرار على السعي الصادق، المقرون بالتوكل على الله، هو أساس النجاح في مختلف مناحي الحياة، سواء كان في المواقف الصعبة أو القرارات المؤثرة على مستقبل الإنسان. هذا النجاح مرتبط دائمًا باليقين بأن الله يمد العبد بالعون والتوفيق عندما يبذل جهده، كما فعل مع أنبيائه وأوليائه الصالحين في مختلف الأزمنة.

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.