القرآن الكريم يسلط الضوء على عظمة شخصيات من آل فرعون لنصرتها الحق في وجه الطغيان، حيث يتناول الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، دور الفراعنة المؤمنين من خلال سورة غافر، التي تحمل دلالات على التكريم الإلهي لرجل مؤمن من آل فرعون. يشير الجندي إلى أن القرآن أفرد له مساحة كبيرة في سرده، مما يعكس عظمة مواقفه وإيمانه الشديد برغم الظروف القاسية التي عاشها.
رسائل مستمدة من قصة مؤمن آل فرعون
يسلط الجندي الضوء على أهمية مؤمن آل فرعون الذي كان نموذجًا للصمود والدفاع عن الحق، حيث اختار كتمان إيمانه لنصرة دعوة موسى عليه السلام، وضرب مثلًا في التضحية وسط طغيان الأسرة الفرعونية. ويربط الشيخ بشجاعة السيدة آسيا، زوجة فرعون، المرأة التي برزت في القرآن كرمز للإيمان رغم نشأتها في بيئة تتسم بالجحود والطغيان. رفع الله مقامها في الجنة، مما يؤكد أنه لا يحدد الإيمان الانتماء الاجتماعي بل الأعمال الصالحة.
سحرة فرعون: نموذج الإيمان على المحك
يستعرض الجندي موقف سحرة فرعون الذين أظهروا شجاعة وإصرارًا مذهلين عندما أبدوا إيمانهم برب العالمين، متحدين تهديدات فرعون بالتعذيب والصلب. موقفهم المشرف ألهم البشرية، حيث قالوا بكل ثقة: “فاقضِ ما أنت قاضٍ، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا”، ليكونوا علامة فارقة في التمسك بالعقيدة رغم شدة المحن.
الإنصاف التاريخي: قراءة عادلة لحضارة الفراعنة
يدعو الشيخ خالد الجندي إلى النظر بإنصاف عند الحديث عن الفراعنة، حيث يؤكد أن الحضارة الفرعونية ليست كلها طغيانًا وكفرًا بالله، بل ضمت نماذج مشرفة للإيمان والصلاح. دليل ذلك ما ذكر في كتاب الله عن مؤمن آل فرعون، مشددًا على أن التعميم ظلمٌ للأفراد الذين برزوا بإيمانهم وأعمالهم.
القرآن وتعاليم العدل في فهم الأمم
يشدد الشيخ على أن القرآن الكريم يعلمنا دروسًا بالغة في العدل والإنصاف، حيث يرفض التعميم في الحكم على الأمم والمجتمعات، مستشهدًا بقوله تعالى: “ولا تزر وازرة وزر أخرى”. يؤكد أن الله ينظر إلى الأفراد بأعمالهم، وأن الإنصاف هو أساس الحكم على التاريخ والحضارات الإنسانية.