في حديث شيّق، أكد أحد الدعاة خلال استضافته ببرنامج “رحماء بينهم” المذاع على قناة “الناس” أن الدين الإسلامي أرسى مكانة عظيمة للجار، واعتبر حسن التعامل معه من علامات الإيمان، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”. وأوضح أن هذا المفهوم يمتد ليشمل ليس فقط الساكن المجاور، بل أيضًا زميل العمل أو حتى الشخص الذي قد تصادفه في وسائل المواصلات، مبينًا أهمية معاملتهم جميعًا بحسن واحترام.
حث الإسلام على حسن المعاملة مع الجيران
أشار المتحدث إلى أحاديث نبوية كثيرة تؤكد أهمية الإحسان إلى الجار، مستذكرًا قولا للنبي ﷺ: “يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك”، ما يعكس اهتمام الإسلام الكبير بتعزيز صلة الجار بجاره ولو بأبسط الأمور. وحذر من التهاون في حق الجار أو إيذائه، مستشهدًا بحادثة المرأة التي كانت كثيرة العبادة لكنها تسيء لجيرانها، مما جعل النبي ﷺ يعقب عليها بقوله: “هي في النار”، ما يعكس خطورة هذا التصرف وما يترتب عليه من حساب.
رفع الإسلام شعار الصبر على الأذى
أكد الداعية على قيمة الصبر عند التعامل مع الجيران، مشيرًا إلى قول الإمام الحسن البصري: “ليس حسن الجوار كف الأذى، حسن الجوار الصبر على الأذى”، في تأكيد على التسامح حتى مع الجار المسيء. الإسلام لم يُغفل عن حقوق الجار، بل دعا إلى مكارم الأخلاق في كافة التعاملات اليومية، وخاصة مع الأقربين.
أهمية التآلف بين الجيران
شدد المتحدث على أهمية تعزيز روح التراحم والتواصل بين الجيران، خاصة في الأفراح والأحزان، وكذلك ضرورة السؤال عن المرضى، والمبادرة بالصلح عند نشوب خلافات. وتحدث عن دور هذه القيم في تعزيز أواصر المجتمع، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره”، في دعوة جلية لنشر المودة والتآلف بين الناس.
ختامًا، شدد الداعية على أن روح الإسلام تتمثل في إحسان الجوار والتسامح والصبر، وهي قيم لا تغيب عن أي مجتمع يسعى لتحقيق المودة والسكينة بين أفراده.