
بدأ فصل الربيع رسميًا يوم الخميس الموافق 20 مارس 2025، وذلك عقب انتهاء فصل الشتاء الذي استمر لمدة 88 يومًا و23 ساعة، ليشهد العالم تحولًا في الظواهر الطبيعية وظروف الطقس مع بداية موسم جديد يعج بالحياة وتجدد النشاط.
اعتدال الربيع: تساوي الليل والنهار
مع حلول يوم الاعتدال الربيعي، تشرق الشمس من نقطة الشرق تمامًا وتغرب في نقطة الغرب تمامًا، حيث تتعامد أشعتها بشكل مباشر على خط الاستواء. هذه الظاهرة الفلكية الفريدة تؤدي إلى تساوي عدد ساعات النهار والليل، ليكون لكل منهما حوالي 12 ساعة. كما يكمن السر في هذه الظاهرة في توازن كمية الإشعاع الشمسي الصادرة على نصفي الكرة الأرضية، الشمالي والجنوبي.
مدة فصل الربيع وفق الحسابات الفلكية
تشير الحسابات الفلكية الدقيقة التي أعدها معمل أبحاث الشمس في المعهد القومي للبحوث الفلكية، إلى أن فصل الربيع لهذا العام سيستمر لمدة 92 يومًا و17 ساعة و35 دقيقة. في المقابل، سيبدأ فصل الصيف يوم السبت الموافق 21 يونيو 2025، ومن المتوقع أن يمتد لمدة 92 يومًا و39 ساعة و37 دقيقة. أما فصل الخريف، فيحل يوم الاثنين 22 سبتمبر ويستمر لمدة 89 يومًا و20 ساعة و44 دقيقة، لتتشارك الطبيعة بعد ذلك أجواء البرد مع حلول فصل الشتاء في الأحد 21 ديسمبر ولمدة 88 يومًا و23 ساعة و41 دقيقة.
الانقلاب الشتوي وظاهرة ميلان الأرض
كانت الأرض قد شهدت الانقلاب الشتوي في يوم السبت 21 ديسمبر 2024. هذه الظاهرة الطبيعية تحدث نتيجة ميلان محور الأرض بزاوية 23.5 درجة وحركتها في مدارها حول الشمس. يؤدي هذا الميلان إلى تبادل النصفين الشمالي والجنوبي للأرض في استقبال أشعة الشمس، الأمر الذي يمثل السبب الحقيقي وراء تغير الفصول الأربعة، وليس قرب أو بعد الأرض عن الشمس.
الظواهر الفلكية شمال وجنوب خط الاستواء
خلال الانقلاب الشتوي الأخير، كان القطب الشمالي مائلًا بعيدًا عن الشمس، مما أدى إلى قصر طول النهار في المناطق الواقعة شمال خط الاستواء عن 12 ساعة. في المقابل، تمتعت المناطق جنوب خط الاستواء بنهار أطول من 12 ساعة. وبعد أن وصلت الشمس ظاهريًا إلى أقصى نقطة جنوب السماء، بدأت تعود تدريجيًا باتجاه الشمال. هذا التحرك الظاهري للشمس ينتج عن دوران الأرض في مدارها حول الشمس، وسيستمر حتى تتساوى ساعات الليل والنهار مجددًا مع الاعتدال الربيعي يوم 20 مارس 2025.
تزامنًا مع هذه الظواهر الفلكية، يستعد العالم لاستقبال فصل الربيع الذي ينبض بالحياة، في انتظار الدفء القادم من الصيف، حيث تروينا الطبيعة مجددًا بسحرها وتوازنها الفريد.