للمرة الثانية في رمضان.. طالب من الأزهر يتصدر للإمامة في صلاة التراويح بالجامع الأزهر وسط حضور آلاف المصلين

شهد الجامع الأزهر الشريف خلال ليالي شهر رمضان المبارك أجواء روحانية مميزة، حيث توافد الآلاف من المصلين من مختلف أنحاء مصر ومن شتى بقاع العالم لأداء صلاتي العشاء والتراويح. وسط مشاعر الإيمان والخشوع، تألق أصوات أئمة الأزهر بتلاوات عذبة وفق القراءات القرآنية المتواترة، مرتقين بمستوى التجربة الرمضانية للمصلين في أحد أعرق المساجد الإسلامية.
أصوات شابة تتألق في أروقة الأزهر
شهد هذا الشهر الفضيل تميزًا استثنائيًا، حيث برزت مشاركة الشباب من طلاب الأزهر، ممن أبانوا عن مواهبهم القرآنية. من أبرز هؤلاء كان الطالب أحمد سامي الجوهري الذي أبدع في إمامة المصلين في الليلة الخامسة والعشرين من رمضان، حيث قرأ برواية الإمام السوسي عن الإمام أبي عمرو البصري، ليلفت الأنظار بجودة التلاوة وروحانية الأداء.
أما “الإمام البصير” محمد حسن، ذو الثمانية عشرة عامًا، فقد حقق تفاعلًا واسعًا أثناء إمامته المصلين بالجامع الأزهر ليصبح أول طالب يحظى بهذا الشرف في هذا الشهر الكريم. بصوته الخاشع المؤثر، أسر قلوب الحاضرين ليس فقط في المسجد بل أيضًا عبر المنصات الاجتماعية، حيث انتشرت إشادات واسعة بأدائه اللافت وقدرته على نقل مشاعر النص القرآني ببلاغة وسلاسة تخطف القلوب.
مدرسة مصرية عريقة في التلاوة
تميزت التلاوات القرآنية بالجامع الأزهر هذا العام بتنوعها وثرائها، حيث استعرض أئمة وقرّاء الأزهر براعتهم في قراءة وتجويد القرآن وفق القراءات المختلفة، لتتجلى روعة المدرسة المصرية في فن التلاوة. أصوات أئمة الأزهر العذبة والخاشعة نجحت في ترك أثر عميق في نفوس المصلين، لتصبح تجربة صلاة التراويح في الجامع الأزهر إحدى أبرز التجارب الرمضانية لهذا العام.
أجواء مميزة تجمع القاصي والداني
لم تقتصر الأجواء الرمضانية داخل الجامع الأزهر على المصريين فقط، بل انضم إلى صفوف المصلين طلاب وزوار من قارات العالم كافة، ليجدوا في هذا المكان العريق مزيجًا روحيًا قلّ نظيره. وبالرغم من اختلاف ثقافاتهم ولهجاتهم، وحدتهم آيات القرآن بصوت أئمة الأزهر، الذين يتقنون فنون القراءة بمهارة نادرة. بين الليالي المميزة كانت هناك تلاوات لآيات تخاطب القلوب بإيمان، مثل سورة هود التي قرأها أحد الطلبة المتميزين برواية الإمام رويس عن الإمام يعقوب الحضرمي، مما أضفى أبعادًا روحانية فريدة على الأجواء.
من قلب القاهرة التاريخية، يبقى الجامع الأزهر منارة للعلم والدين، ويواصل بإبداع طلابه وشيوخه تعزيز دوره كقبلة قرآنية وروحية تفوق الحدود، ليبقى شهر رمضان في رحابه فرصة تجمع بين الإيمان والجمال السماوي.