شهد مسرح شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى نهاية مبهرة للعرض المسرحي “المرحوم هو”، الذي قدمه نخبة من المبدعين تحت إشراف الهيئة العامة لقصور الثقافة، وذلك ضمن الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة لتعزيز النشاط المسرحي في جميع أنحاء البلاد. العرض خطف أنظار الحضور وحملهم في رحلة مليئة بالمشاعر المركبة والقضايا الإنسانية العميقة.
قصة “المهرج” التي تنبض بالألم والحب
انطلقت أحداث العرض في إطار اجتماعي درامي محكم، سلط الضوء على شخصية “المهرج” الذي وقع فريسة لصدمات الماضي من قهر وخيانة تعرض لها على يد أقرب المقربين إليه، بما فيهم زوجته وأصدقاؤه. في محاولة للهروب من هذا الوجع، وجد “المهرج” ملاذه في السيرك، حيث حاول إخفاء جروحه تحت قناع المتعة والتسلية. لكن مع تعرفه على “راقصة التانجو”، التي أشعلت بداخله مشاعر الحب من جديد، تتصاعد وتيرة الأحداث عندما يقرر المهرج تصرفًا مفاجئًا بهدف منعها من الزواج بشخص آخر.
طاقم العمل وبصماتهم الفنية
العرض المسرحي جاء بتوقيع العديد من المواهب تحت قيادة الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ممزوجًا بين نصوص كلاسيكية شهيرة هما: “هو الذي يصفع” للكاتب ليونيد أندرييف و”المرحوم” للمؤلف برانيسلاف نوشيتش. عبر أعضاء فرقة قصر ثقافة غزل المحلة المسرحية عن شخوص العرض بموهبة واضحة، بمشاركة أسماء لامعة مثل ريم أدهم، زياد أدهم، وفريدة المصري. كما تولى الإخراج محمد العدل، وتصميم الديكور محمد فياض، مع استعراضات نفذها كريم خليل وموسيقى من تأليف رائف يوسف، ليجد الجمهور نفسه أمام حالة إبداعية شاملة.
فعاليات العرض والجهات الراعية
أقيم العرض المسرحي على مدار ستة ليالٍ متتالية شهدت حضورًا كبيرًا وإقبالًا لافتًا من الجماهير. جاء ذلك بتضافر جهود إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي بقيادة أحمد درويش، وفرع ثقافة الغربية بقيادة وائل شاهين، وبإشراف الإدارة العامة للمسرح التي ترأسها سمر الوزير، في حين قدمت الإدارة المركزية للشؤون الفنية الدعم اللازم برئاسة الفنان أحمد الشافعي.
أنشطة ثقافية متنوعة بالغربية
بموازاة نجاح العرض المسرحي، واصلت مكتبة دار الكتب بطنطا حشد جهودها للاحتفاء باليوم العالمي للمرأة من خلال ندوة حملت عنوان “المرأة.. بين الدين والتدين”. قدمها الشيخ عبد الحميد الزغبي، الذي تناول المكانة الرفيعة التي منحها الإسلام للمرأة وضمانه العديد من حقوقها. كما استمرت الأنشطة الثقافية والفنية داخل عدد من المواقع الأخرى كمكتبة محلة أبو علي وبيت ثقافة قطور ومكتبة سمنود، لتجسد النشاط الثقافي بالغربية مشهدًا ثريًا متعدد الأبعاد.
ملامح المشهد الثقافي واستمرار زخم النشاط الإبداعي يعكسان قوة الجهود المبذولة لتعزيز حضور الفن والثقافة في المجتمع، مما يجعلنا على موعد دائم مع المزيد من الإبداع في مختلف أرجاء البلاد.