حقق المنتخب الياباني الأول لكرة القدم مسيرة حافلة بالإنجازات في مشوار تصفيات كأس العالم، دائمًا ما يكون فيها الحسم السريع سِمة أساسية تميزه عن الآخرين. ومع تأهله رسميًا إلى مونديال 2026 قبل ثلاث جولات على النهاية، يستعد الساموراي الأزرق الآن لخوض مواجهات “تحصيل الحاصل” بداية بلقاء المنتخب السعودي.
اليابان تسجل حضورها الثامن في المونديال
تمكن المنتخب الياباني من تأكيد تأهله إلى كأس العالم 2026 للمرة الثامنة في تاريخه، بعد ضمانه النقاط الكافية التي تجعله بمنأى عن ملاحقة بقية فرق المجموعة الثالثة في التصفيات الآسيوية. برصيد بلغ 19 نقطة، تقدم الساموراي بفارق 10 نقاط عن المنتخب السعودي الذي يحتل المركز الثالث، وبالتالي تأمنت بطاقته إلى الحدث العالمي دون انتظار الجولات المتبقية. يُذكر أن المجموعة الثالثة تتيح التأهل المباشر فقط لأصحاب المركزين الأول والثاني، فيما يخوض الثالث والرابع مراحل إضافية.
محطات الحسم السريع في تاريخ اليابان
منذ أول مشاركة للمنتخب الياباني في نهائيات كأس العالم “فرنسا 1998″، والتي تأهل إليها عبر الملحق بعد التفوق على إيران، لم تغب اليابان أبدًا عن البطولة العالمية. وفي جميع تصفيات المونديال الست الماضية، كان الحسم غالبًا ما يأتي في الجولات الأخيرة أو قبل الأخيرة، باستثناء تأهلها الأول.
خلال تصفيات “ألمانيا 2006″، حصد اليابانيون تأهلهم بالفوز على كوريا الشمالية 2-0 في الجولة قبل الأخيرة، وفي المباراة الأخيرة تفوقوا على إيران ليحصدوا صدارة المجموعة. أما في تصفيات “جنوب أفريقيا 2010″، فقد خطفوا بطاقة العبور بعد فوز ثمين على أوزبكستان بفضل هدف وحيد، لكنهم أنهوا التصفيات بتعادل على أرضهم مع قطر وخسارة خارجية أمام أستراليا.
تكررت ملاحم الحسم في تصفيات “البرازيل 2014″، حين انتزع المنتخب الياباني التعادل مع أستراليا في الجولة قبل الأخيرة ليضمن التأهل، قبل أن ينهوا الرحلة بفوز على العراق. وفي تصفيات “روسيا 2018″، جاءت اللحظة الفاصلة بالفوز على أستراليا بهدفين دون رد في الجولة قبل الأخيرة، لكنهم اختتموا التصفيات بالخسارة أمام السعودية. أما في تصفيات “قطر 2022″، فقد كرروا السيناريو بالفوز أيضًا على أستراليا في الجولة القبل الأخيرة، قبل أن ينهوها بتعادل مع فيتنام.
مواجهة السعودية بعد الحسم
مع ضمان الصعود إلى كأس العالم، يتحضر المنتخب الياباني لمبارياته الثلاث المتبقية في المجموعة الثالثة. البداية ستكون بلقاء المنتخب السعودي، الذي يسعى بدوره لتأمين المركز الثاني. وبعدها يواجه اليابانيون المنتخب الأسترالي خارج ديارهم قبل استضافة إندونيسيا في المباراة الأخيرة.
خاض محاربو الساموراي في تاريخهم 6 مباريات “غير مؤثرة” في حسابات التأهل بعد ضمان صعودهم، حققوا الفوز في اثنتين منها، وخسروا مرتين، وتعادلوا في مثلهما. ورغم طابعها الشكلي، لا شك أن هذه المواجهات تُمثل فرصة لإثبات التفوق ومواصلة الإعداد للاستحقاقات القادمة.