شهد الساحة الرياضية مؤخرًا جدلًا واسعًا حول قوانين تمثيل اللاعبين مزدوجي الجنسية في المنتخبات الوطنية، حيث تقدمت السودان بشكوى للاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” بعد مباراتها ضد منتخب السنغال والتي انتهت بالتعادل السلبي، مطالبةً بأحقيتها في نقاط المباراة. وتأتي الشكوى على خلفية مشاركة اللاعب دياو مع المنتخب السنغالي، وسط تشكيك حول اكتمال إجراءات تغيير التمثيل الدولي الخاص به.
شروط تمثيل اللاعبين وطنهم الجديد
وفقًا للخبير القانوني كمال محمد الأمين، فإن قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” تطبق شروطًا واضحة بشأن اللاعبين مزدوجي الجنسية، حيث يتوجب عليهم الانتظار لمدة ثلاث سنوات منذ آخر تمثيل لهم مع المنتخب السابق، مع عدم مشاركتهم في أي مباراة رسمية مع منتخبهم الأول السابق، إلى جانب الحصول على موافقة مكتوبة من “فيفا”. ورأي الأمين أشار إلى إمكانية نجاح شكوى السودان إذا تم إثبات وجود أي خرق أو عدم اكتمال في إجراءات اللاعب.
تعديلات “فيفا” على قوانين التمثيل الدولي
في السنوات الأخيرة، خفف الاتحاد الدولي الشروط المتعلقة بتغيير التمثيل الدولي، حيث أتاح للاعبين الانتقال بين المنتخبات حتى بعد خوض مباريات رسمية مع منتخباتهم الأولى، لكن ضمن شروط محددة. ومع تزايد حاملي الجنسيات المزدوجة بين اللاعبين العرب والأفارقة، أصبح الموضوع يشكل تحديًا متزايدًا داخل المجال الرياضي، سواء من ناحية استقطاب اللاعبين أو ملاءمة أوضاعهم القانونية للانضمام.
صراع المنتخبات على اللاعبين مزدوجي الجنس
اتسعت دائرة المنافسة بين العديد من المنتخبات العربية والأفريقية في استقطاب النجوم الحاملين لجنسيتين أو أكثر، وذلك في محاولة للاستفادة من مواهبهم على الصعيد الدولي. السودان على سبيل المثال، سعت بجانب شكواها بشأن اللاعب دياو إلى استقطاب لاعب ناشفيل الأميركي هاني مختار المولود في ألمانيا والذي سبق له تمثيل منتخبات الفئات السنية الألمانية.
مشاهير اللاعبين بين أكثر من جنسية
النقاش حول ازدواجية الجنسية أثار العديد من القصص البارزة في الساحة الرياضية، مثل النجم المصري هيثم حسن الذي يحمل الجنسيات المصرية والتونسية والفرنسية. أيضًا، كانت هناك حالات أخرى مشهورة كويلفريد زاها، الذي مثّل إنجلترا في مباريات ودية قبل أن يقرر تمثيل منتخب كوت ديفوار رسميًا، ولاعبين آخرين مثل دييغو كوستا وإيمريك لابورت الذين تداخلت جنسياتهم بين البرازيل، إسبانيا، وفرنسا.
قضايا ما بين الجدل والاختيارات الشخصية
في خضم هذا الصراع، كان لبعض الأسماء الكبيرة قرارات حاسمة مبكرًا، مثل الأسطورة زين الدين زيدان الذي اختار تمثيل المنتخب الفرنسي رغم أصوله الجزائرية، ليكتب اسمه بحروف ذهبية كأحد أعظم من ساهموا في رفع كأس العالم. وعلى نفس الطريق، تبرز حالة اللاعب الشاب لامين يامال، الذي اختار بشكل مثير اللعب للمنتخب الإسباني، مما أنهى آمال الجماهير المغربية في رؤيته مرتديًا ألوان منتخب بلاده الأصلية.
الجدل المستمر حول ازدواج الجنسية يفتح فصلاً جديدًا كل يوم داخل الملاعب، ليصبح مستقبل المواهب الشابة محطة لمزيد من الصراعات بين الأوطان.