تصدرت “الفوضى” و”الأزمة” العناوين الرئيسية للصحافة الإيطالية صباح اليوم، حيث ألقت الخسائر المتتالية بظلالها على جميع الجبهات الرياضية في البلاد. وفي الوقت الذي أُقصي فيه فريق فيراري من سباق الجائزة الكبرى بالصين في بطولة العالم للفورمولا 1 بسبب أخطاء فنية، لم يسلم المنتخب الإيطالي لكرة القدم من انتقادات لاذعة بعد أداء متذبذب دفع بالجماهير إلى التساؤل حول مستقبل الرياضة الإيطالية في المحافل الكبرى.
فيراري: حلم العودة يتحول إلى كابوس
كان فريق فيراري يأمل في قلب الموازين هذا الموسم عبر تقديم أداء قوي بقيادة الثنائي لويس هاميلتون السائق المخضرم وبطل العالم سبع مرات، وشارلز لوكلير، إلا أن البداية لم تكن مبشرة. السباق الافتتاحي في أستراليا شهد خيبة أمل كبيرة، لكن مع تحسن أداء الفريق وفوز هاميلتون بالتجارب الحرة في شنغهاي، بدا وكأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. غير أن كارثة الأمس قلبت الطاولة مجددًا، حيث وجد الفريق الشهير نفسه في موقف صعب بعد استبعاد تقني بسبب أخطاء فادحة في السيارة، ليهبط ترتيب سائقيه إلى المركزين الخامس والسادس خلف الفائز بالسباق أوسكار بياستري.
وصفت الصحافة الإيطالية ما يحدث بعبارات قاسية، حيث أشارت صحيفة “توتو سبورت” إلى أن الفريق “انزلق إلى الهاوية”، واعتبرت أن التعافي يبدو بعيد المنال في المستقبل القريب.
منتخب إيطاليا: تعادل مرير وخسائر مستمرة
على صعيد كرة القدم، لم تكن الأجواء أفضل حالًا، حيث وجد المنتخب الإيطالي نفسه تحت نار الانتقادات بعد تعادل مثير بنتيجة 3-3 أمام ألمانيا في مباراة إياب دور الثمانية لدوري الأمم الأوروبية في دورتموند. وعلى الرغم من العودة المثيرة بعد التأخر بثلاثية نظيفة، فإن الصحافة ركزت على الأخطاء والضعف الدفاعي، خصوصًا في الهدف الثاني الذي سجله جمال موسيالا من ضربة ركنية سريعة أفقدت اللاعبين تركيزهم تمامًا.
وفي ظل خسارة مباراة الذهاب بنتيجة 2-1، بدا وكأن التعادل في اللقاء الأخير لم يكن كافيًا لمحو آثار الأداء المتواضع. عناوين مثل “رعب الشوط الأول” و”غياب التنظيم” تصدرت التغطية الصحفية، بينما اختصت الانتقادات المدرب لوشيانو سباليتي الذي واجه تساؤلات حول عدم قدرة المنتخب على الحفاظ على ثباته في اللحظات الحرجة من المباريات.
أزمات رياضية تلقي بظلالها على المشهد العام
تحول الأداء الرياضي الإيطالي إلى مصدر قلق لإعلام وجماهير البلاد على حد سواء، ما بين استبعاد فيراري المخيب للآمال في سباقات الفورمولا 1 وخيبة المنتخب الوطني لكرة القدم، ازدادت الضغوط على المعنيين بحل هذه الأزمات واستعادة صورة الرياضة الإيطالية المشرفة. يبدو أن المستقبل يتطلب تغييرات جذرية على أكثر من صعيد، مع وضع استراتيجيات جديدة تعيد الحياة للفرق الوطنية، وتنتشلها من موجات الانتقاد الحادة التي تتعرض لها اليوم.