
يترقب عشاق كرة القدم مواجهة نارية تجمع بين المنتخبين الأرجنتيني والبرازيلي، في إطار الجولة الـ14 من تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2026. المباراة المرتقبة ستقام في بوينوس أيرس، وتأتي في توقيت حاسم لكلا الفريقين، وسط تطلعات الأرجنتين لتأمين التأهل رسميًا وحفاظ البرازيل على زخمها التصاعدي تحت قيادة مدربها الجديد.
الأرجنتين تبحث عن تأكيد الهيمنة والتأهل المبكر
يخوض بطل كأس العالم 2022، المنتخب الأرجنتيني، المباراة بصفته متصدرًا لترتيب المجموعة الموحدة برصيد 28 نقطة، ويكفيه التعادل لضمان العبور رسميًا إلى مونديال 2026. يملك المنتخب تاريخًا حافلًا بالنتائج الإيجابية أمام غريمه البرازيلي مؤخرًا، حيث حقق ثلاث انتصارات وتعادل في آخر أربع مباريات جمعت الفريقين. آخر هذه الانتصارات سجل في ملعب ماراكانا، عندما قاد نيكولاس أوتامندي فريقه إلى فوز ثمين بهدف نظيف.
غياب القائد ليونيل ميسي عن الجولة الماضية لم يمنع الأرجنتين من تحقيق فوز صعب على الأوروجواي بفضل هدف تياجو ألمادا. يسعى المدرب ليونيل سكالوني لتعزيز سلسلة المباريات دون هزيمة، التي أصبحت عنوانًا لمسيرة الفريق في التصفيات.
البرازيل بين الغيابات والتحدي الكبير
من جهة أخرى، يدخل المنتخب البرازيلي المواجهة في سياق جديد، بعد تعيين المدرب دوريفال جونيور لإعادة التوازن لصفوف السيليساو. رغم بداية تصفيات مترنحة شهدت ثلاث هزائم متتالية في الأشهر الماضية، نجح الفريق في استعادة بريقه وتحقيق سلسلة إيجابية مؤخرًا، منها الفوز المثير على كولومبيا، بفضل هدف فينيسيوس جونيور في الوقت القاتل.
مع ذلك، سيعاني المنتخب البرازيلي من غيابات بارزة، حيث سيغيب الحارس أليسون بيكر نتيجة إصابة خلال المواجهة الأخيرة، وسط شكوك بتعرضه لارتجاج دماغي. سيحمل ويفرتون، حارس بالميراس، مسؤولية حماية الشباك بدلًا منه. ليس هذا فقط، بل يشكل غياب كل من جابريال (أرسنال)، برونو جيمارايش (نيوكاسل)، وجيرسون (فلامنجو) تحديًا إضافيًا للجهاز الفني، نتيجة تراكم البطاقات أو الإصابات.
مواجهة لا تخلو من الإثارة والتحديات
الغيابات المؤثرة في صفوف المنتخب البرازيلي تعني أن المدرب دوريفال جونيور بحاجة إلى توظيف كافة أوراقه المتاحة بحكمة لعبور هذه المحطة الصعبة، خاصة في ظل مواجهته خصمًا على أرضه ووسط جماهيره المتعطشة لتحقيق اللحظة الحاسمة وتأمين بطاقة التأهل. على الجانب الآخر، تبدو الأرجنتين أكثر توازنًا، بفضل استقرار التشكيلة وسلسلة النتائج الإيجابية، ما يجعلها مرشحًا قويًا لإضافة ثلاث نقاط جديدة لرصيدها.
الملعب سيكون شاهدًا على واحد من أشرس الديربيات العالمية، حيث تلعب المنافسة التاريخية بين المنتخبين دورًا كبيرًا في زيادة حدة التوتر والإثارة، ليبقى السؤال: هل ستنجح الأرجنتين في حسم التأهل رسميًا، أم أن البرازيل ستفسد الحسابات وتواصل صحوتها؟ الإجابة ستأتي من صافرة النهاية في بوينوس أيرس.