
نستعرض معكم متابعينا متابعي جريدة مانشيت الكرام أحدث التطورات والأخبار وكل ما يهم المرأة والرجل العربي، حيث
نرصد لكم آخر المستجدات لحظة بلحظة، واليكم منها حكم التسمية بعبدالرسول وعبدالنبي.. 5 آراء شرعية مهمة يكشف عنها المفتي.
كشف الأستاذ الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- عن بعض الأحكام الشرعية المهمة، منها حكم التسمية بعبدالرسول وعبدالنبي، وعدد الأسماء الحسنى، وحكم الاحتكار واستغلال حاجة الناس برفع الأسعار.
وفي بيان الرأي الشرعي في تلك المسائل الشرعية المهمة، أجاب فضيلة المفتي على أسئلة متابعي حلقة برنامجه الرمضاني اليومي “اسأل المفتي” مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد.. تابع الأسئلة والردود الشرعية التالية:
1- ما حكم التسمية باسم “عبد الحليم”؟
في رده، أوضح فضيلة المفتي أن التسمي بأسماء الله تبارك وتعالى، مثل “الحليم”، يندرج ضمن الأمور المحمودة، وذلك لعدة أسباب؛ أولها أنه يعكس رغبة المسلم في التأسي بأخلاق الله وصفاته، وثانيها أنه يُظهر أثرًا إيجابيًّا على سلوك الإنسان في المجتمع. وأكد فضيلته أن خير الأسماء ما عُبِّد وحُمِّد، استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن لله تسعة وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة. وأوضح أن التسمية بأسماء الله تحمل معاني البركة والتأسي بالخلق الإلهي، وأن من يُسمِّي أبناءه بهذه الأسماء يسعى لأن يرى أثرها في حياتهم وسلوكهم.
2- ما عدد الأسماء الحسنى؟
وحول سؤال عن عدد أسماء الله الحسنى، أكد فضيلة المفتي أن كمالات الله لا تُحصى، وهو ما يستدل عليه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك…». وهذا يعني أن أسماء الله تعالى ليست محصورة في العدد الوارد في الحديث الشريف، لأن هناك أسماء خصَّ الله بها بعض خلقه، وأخرى استأثر بعلمها وحده.
وأوضح فضيلة المفتي أن المسلم ليس مطالبًا بحصر أسماء الله وإنما بالعمل بمقتضاها والتخلق بآدابها، مشيرًا إلى أن البعض فسر الإحصاء في الحديث بالحفظ، والبعض الآخر قال إنه يشمل الثناء على الله بهذه الأسماء، والعمل وفق ما تدل عليه، وأن ذكرها والتعبد بها من أسباب الخير والبركة.
3- ما هي أسماء النبي، وأفضل الأسماء؟
وفيما يتعلق بأفضل الأسماء التي يُمكن أن يُسمى بها المسلمون أبناءهم، استشهد فضيلته بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “خير الأسماء ما عُبِّد وحُمِّد”، موضحًا أن ذلك يحمل إشارة إلى التبرك والتأسي، وليس معناه أن الأسماء الأخرى ليست ذات قيمة. وقال فضيلته: “عندما يُسمى الشخص بعبد الله، أو عبد الرحمن، أو عبد الحليم، فإن ذلك يعكس صدق العبودية لله، كما أن أسماء مثل محمد وأحمد ومحمود تحمل معاني الخير والبركة، وهي أسماء النبي صلى الله عليه وسلم”.
وفي معرض حديثه عن أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، أشار فضيلة المفتي إلى أن النبي قال عن نفسه: «أنا أحمد، وأنا محمد، وأنا الماحي، وأنا العاقب، وأنا الحاشر»، موضحًا أن لكل اسم من هذه الأسماء دلالة ومعنًى خاصًّا، فالماحي يعني أن الله يمحو به الجاهلية، والعاقب يعني أنه لا نبي بعده، وأحمد تعني أنه يُحمد على أفعاله، ومحمد تعني أنه محمود لكثرة ما عُرف به من أخلاق عظيمة.
4- هل التسمية باسم عبدالنبي وعبدالرسول حرام؟
وعن التسمية باسم عبد النبي أو عبد الرسول، أكد فضيلة المفتي أنه لا حرج في ذلك، مشيرًا إلى أن من يتشددون في النهي عن هذه التسمية لم يدركوا المقصد الحقيقي منها، حيث إنها تُعبِّر عن محبة النبي وتوقيره، ولا يُقصد بها العبودية لغير الله. وأضاف أن الإسلام ينظر إلى النوايا والمقاصد، وقد تعارف الناس على هذه الأسماء منذ القدم، فلا ينبغي التشدد فيها، ما دام أن القصد منها إظهار الحب والاحترام للنبي صلى الله عليه وسلم.
كما أكد فضيلته أن اختيار الأسماء مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الآباء، مستشهدًا بقصة الغلام الذي اشتكى إلى سيدنا عمر بن الخطاب من عقوق والده، وحين سأله عمر وجده قد أساء اختيار اسم ابنه وأمه، فقال له: “جئت شاكيًا وقد وقعت أنت في الحرج الذي جئت تشكو منه”، مما يدل على أهمية حسن اختيار الأسماء.
5- ما حكم حكم الاحتكار واستغلال حاجة الناس برفع الأسعار؟
وفي إجابته عن سؤال حول حكم الاحتكار واستغلال حاجة الناس برفع الأسعار، شدد فضيلة المفتي على أن الاحتكار حرام شرعًا، ويُعدُّ سلوكًا مذمومًا يدل على ضعف الإيمان وقلة الخشية من الله. واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «المحتكر ملعون»، موضحًا أن اللعنة تعني الطرد من رحمة الله تعالى، كما استشهد بالآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن المحتكر يُخالف مقاصد الشريعة التي جاءت لحفظ النفس والمال والعرض، موضحًا أن من يحتكر السلع ويتلاعب بالأسعار لا يرعى لله حرمة، ولا يراعي ظروف الناس، بل يستغل حاجتهم من أجل تحقيق مكاسب شخصية. وحذَّر فضيلته من أن هذا السلوك قد يدفع بعض الفقراء والمحتاجين إلى ارتكاب المحظورات بحثًا عن الرزق، وبالتالي يكون المحتكر شريكًا في الإثم، ويسنُّ سنة سيئة يحمل وزرها ووزر من عمل بها.
وأكد أن الإسلام يحث على التكافل والتراحم، ويحث المسلمين على عدم استغلال حاجات الناس، وأن من يتعمد رفع الأسعار واستغلال الأزمات يخالف تعاليم الدين، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
وفي ختام حديثه، أكد فضيلة المفتي أن الإسلام جاء لإقامة العدل، وتحقيق السكينة بين الناس، ومحاربة الظلم والاستغلال، مشددًا على أن المسلم الحقيقي هو الذي يتحلى بالأخلاق الكريمة، ويبتعد عن أكل أموال الناس بالباطل، ويحرص على نفع الآخرين كما يحرص على نفسه.
اقرأ أيضاً:
الجمعة أولى الليالي الوترية.. هل تؤكد أنها ليلة القدر؟
قبل العشر الأواخر.. اعرف دعاء النبي في صلاة التهجد وقيام الليل
كيف تتخلص من أوراق المصاحف القديمة؟.. 3 حلول تكشف عنها الإفتاء