
توفي اليوم الشيخ أبو إسحاق الحويني عن عمر يناهز 69 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض الذي ألزمه الفراش في أيامه الأخيرة، وأعلن نجله، حاتم الحويني، خبر الوفاة عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك بكلمات مؤثرة قائلاً: “إنا لله وإنا إليه راجعون.. مات أبي”، وكان الشيخ الحويني قد تعرض مؤخرًا لوعكة صحية شديدة استدعت نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، إلا أن القدر شاء أن يرحل عن عالمنا اليوم، تاركًا خلفه إرثًا علميًا ودعويًا بارزًا، وسوف نستعرض حياته ونشأته من خلال تلك المقالة من موقعنا” مانشيت”.
نشأة أبو إسحاق الحويني
اسمه الحقيقي حجازي محمد يوسف شريف، وولد في العاشر من يونيو عام 1956 بقرية حوين التابعة لمحافظة كفر الشيخ، والتي نُسب إليها لقبه الشهير “الحويني”، ونشأ في أسرة متواضعة، ومنذ نعومة أظفاره أظهر شغفًا كبيرًا بالعلوم الشرعية، حيث انطلق في رحلته العلمية مستمعًا لدروس العلماء ومنكبًا على دراسة كتب الحديث باجتهاد، ورغم دراسته للأدب الإسباني في كلية الألسن بجامعة عين شمس، إلا أن شغفه الحقيقي كان في دراسة الحديث النبوي والتفسير، حيث اعتمد على نفسه في تحصيل هذا العلم بتفانٍ كبير، وتأثر الحويني بعمق بشيخ الحديث الهندي ناصر الدين الألباني الذي اعتبره مرجعه العلمي الأكبر ومثله الأعلى في مجال الحديث.
وفاة الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني
واجه الشيخ أبو إسحاق الحويني خلال سنواته الأخيرة تحديات صحية كبيرة أثرت بشكل واضح على نشاطه الدعوي وحركته العلمية، ورغم تلقيه العلاج لفترات طويلة ومحاولته الاستمرار في عطائه العلمي، إلا أن حالته الصحية تدهورت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، حتى وافته المنية في 17 مارس 2025 عن عمر يناهز 69 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا علميًا ثريًا ومسيرة دعوية حافلة بالعطاء.
أهم المؤلفات للداعية رحمه الله الحويني
يعد الشيخ أبو إسحاق الحويني من أبرز علماء الحديث في العصر الحديث على مستوى العالم الإسلامي، حيث تميز بتقديمه شروحات ودروس علمية عميقة هدفت إلى تصحيح المفاهيم الدينية وإحياء منهج المحدثين بأسلوب علمي دقيق ومنهجي، وترك الشيخ الحويني إرثًا علميًا ثمينًا من المؤلفات والمقالات والمحاضرات التي لاقت رواجًا واسعًا بين طلبة العلم، ومن أبرز أعماله:
- “إتحاف الناصح بترجمة الإمام الألباني”: كتاب تناول فيه سيرة الإمام الألباني بأسلوب تحليلي موثق.
- “تحقيق المغني عن حمل الأسفار في الأسفار”: دراسة نقدية علمية تهدف إلى توضيح القواعد الحديثية وتقويمها.
- “الرد على من أنكر تقسيم البدعة”: كتاب أبدى فيه ردوده على الشبهات المتعلقة بتقسيم البدعة، مستندًا إلى الأدلة الشرعية والنقد الحديثي.