
في حديثٍ مُلهِم، سلّط الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الضوء على مفهوم “الجوارح” وكيفية تحويل الأعمال اليومية إلى عبادة، مؤكدًا أن الجوارح ليست مجرد أعضاء للحركة، بل هي وسائل للسعي والكسب، سواء كان ذلك للخير أو الشر، واستشهد بتفسير العلماء لهذا المفهوم في اللغة العربية، وخلال حلقة برنامج “مدارسة مع الرسول”، الذي يُبث على قناة “الناس”، أكد الورداني أن الإسلام يرفع من شأن العمل، ويجعله طريقًا للتطهر والارتقاء، واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داوود عليه السلام كان يأكل من عمل يده”، موضحًا أن النبي اختار نبي الله داوود، وهو ملك، ليؤكد أن العمل شرفٌ للإنسان بغض النظر عن مكانته الاجتماعية أو الاقتصادية، وأشار الورداني أيضًا إلى حديثٍ آخر يبيّن كيف يمكن تحويل السعي إلى عبادة، حيث أعجب الصحابة برجلٍ قويٍّ ونشيط، فقالوا: “يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله!”، فردّ النبي صلى الله عليه وسلم أن السعي لإعالة الأبناء أو الوالدين أو حفظ النفس من الحاجة يُعدّ في سبيل الله، أما إذا كان السعي للتفاخر أو الرياء، فهو في سبيل الشيطان، كما أوضح أن البركة في العمل لا تُقاس بالثروة المادية، بل بالشعور بالراحة والقناعة، وأن كل جهدٍ مبذولٍ بنيةٍ صادقةٍ يجلب البركة، وختم الورداني حديثه بتأكيد أن كل شخص لديه الفرصة لتحويل عمله إلى عبادة، إذا أخلص النية وجعل هدفه رضا الله، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة لفهمٍ أعمق للعمل في الإسلام.
تعليقات