“لا حاجة للعمل”.. موجة تطبيقات المقامرة تجتاح مصر!

“لا حاجة للعمل”.. موجة تطبيقات المقامرة تجتاح مصر!

"بلينكو" و"سيلينكو": كيف تحولت ألعاب المقامرة إلى فخّ إلكتروني؟

تنتشر مؤخرًا العديد من التطبيقات التي تحمل أسماء مثل "بلينكو" و"سيلينكو"، وهي ألعاب مقامرة تعتمد على انحدار كرة من أعلى شكل هرمي لتصل إلى قاعدة مليئة بالأرقام. كل رقم يحمل مكسبًا للاعب، يتراوح بين مكاسب بسيطة وجوائز كبرى تبلغ آلاف الجنيهات أو الدولارات، وفقًا للعملة المستخدمة.

على الرغم من سهولة تحميل هذه التطبيقات عبر روابط مباشرة يتم الترويج لها على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن معظمها غير متاح على متاجر "آب ستور" أو "غوغل بلاي". والسبب يعود إلى انتهاك هذه التطبيقات للمعايير التي تفرضها تلك المتاجر، مما يجعلها مرفوضة رسميًا.

استدراج اللاعبين: فخّ نفسي محكم
يشرح أحمد عبدالفتاح، الخبير التقني المتخصص في الأمن السيبراني، أن هذه التطبيقات تعتمد على استراتيجيات نفسية لاستدراج اللاعبين. فعادةً ما تبدأ بتقديم مكافأة ترحيبية صغيرة يشعر اللاعب أنه يمكنه مضاعفتها بسرعة، مما يخلق وهمًا بالمكاسب السهلة. ومع استمرار اللعب، يبدأ اللاعب في خسارة تلك المكافأة، ليجد نفسه مدفوعًا لإدخال أمواله الخاصة لتعويض الخسارة.

ويوضح عبدالفتاح أن التطبيقات تُصمَّم بحسابات دقيقة لضمان ألا ينفر اللاعب تمامًا، حيث يخسر مرتين أو ثلاثًا ثم يكسب مرة، مما يعزز شعوره بالأمل في المكسب ويدفعه للاستمرار حتى يتحول إلى مدمن للمقامرة.

ضحايا المقامرة الإلكترونية: الأطفال والشباب
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فوفقًا لمروان أحمد، خبير تقني آخر، تُستهدف هذه التطبيقات بشكل أساسي الأطفال والشباب الباحثين عن الربح السريع عبر الإنترنت. بل إن بعضها يروج لرسائل تشجع على ترك العمل والاعتماد على الأرباح السهلة، مثل مقولة شهيرة كانت تدعو إلى الاستغناء عن العمل لمدة 8 ساعات مقابل ربح أموال أكثر في 5 دقائق فقط من اللعب.

وتذهب هذه التطبيقات إلى أبعد من ذلك، حيث تُروِّج لقصص وهمية عن أشخاص تحولوا من الفقر إلى الثراء في غضون شهر واحد من المقامرة، مما يشكل تهديدًا خطيرًا لقيم العمل والاجتهاد والتعليم عند الأجيال الصاعدة.

المقامرة في القانون: جريمة بعقوبات صارمة
من الناحية القانونية، يؤكد المستشار محمد كامل فتح الباب، عضو مجلس نقابة المحامين بمحافظة القليوبية، أن المقامرة جريمة يعاقب عليها القانون المصري. وتستهدف هذه التطبيقات الأطفال والشباب الذين يعتمدون على أسرهم للحصول على المال، مما يؤدي إلى مخاطر مالية ونفسية جسيمة.

ويسلّط القانون المصري الضوء على خطورة المقامرة، حيث تنص المادة 352 على عقوبات صارمة بحق من يعد أو يهيئ أماكن لألعاب القمار، بالإضافة إلى قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات الذي يعاقب بالحبس والغرامة على انتهاك القيم الأسرية والمجتمعية.

في النهاية، تُعد هذه التطبيقات خطرًا حقيقيًا يهدد القيم المجتمعية والأسرية، كما تُحذِّر من تزايد انتشارها وسط غياب التوعية الكافية بخطورتها.

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.