حوار| أحمد خالد موسى: وقعت في غرام “العتاولة”.. والفريق أصيب بفيروس يشبه كورونا

حوار| أحمد خالد موسى: وقعت في غرام “العتاولة”.. والفريق أصيب بفيروس يشبه كورونا

الجمهور كان ينتظر الجزء الثاني من العتاولة منذ الإعلان عنه في رمضان 2024.. كيف رأيت ذلك؟

وفي رأيي الجزء الثاني أحلى بكثير على كل المستويات، الفريق الذي معنا (لذيذ) وهناك الكثير من الإضافات التي دخلت على العمل هذا العام، كانت الطاقة اللذيذة موجودة منذ الجزء الأول ولكن بسبب دخولنا التصوير في وقت متأخر كانت الظروف صعبة على مستوى الوقت، والتصوير استمر حتى 29 رمضان، هذا الموسم الترتيب أفضل إلى حد كبير، ووجود معالجة للثلاثين حلقة جعلنا نعرف ماذا نريد وما الذي ينقصنا، ونفس الطاقة موجودة وعندنا دفعة ثقة بسبب ثناء الناس علينا وبالطبع هناك أيضا خوف من المسؤولية، لكن في النهاية أصدق أن الجزء الثاني أفضل من الأول.

من كان صاحب فكرة تقديم الجزء الثاني؟

هذا القرار تحدده حالة النجاح التي يحققها المشروع، واقتناع المحطة بأن الفكرة تستحق تقديم جزء ثان منها، وكون العتاولة كان المسلسل الأضخم على قناة mbc، وميزانيته كبيرة جدا، فتقديم جزء جديد يعني وجود ميزانية أكبر، وهو أمر كان مقلقا بعض الشيء لكن بعد ارتفاع نسب المشاهدة وتصدره قوائم المشاهدة لمدة ثلاثة أسابيع متتالية بفارق كبير في الأرقام عن المنافسين، قرروا تقديم موسم جديد، وسألوا إذا كانت القصة تحتمل ذلك، وقلت إننا سوف نقوم بتعديلات بسيطة على نهاية الشخصيات حتى نستفيد بالاحتفاظ بها دون أن نخسرها، ونقلل خسارتنا خاصة وأننا تورطنا في نهايات شخصيات أخرى وأغلقنا خطها لكن هناك خطوط قمنا بالتحايل عليها، مثل عيسى الوزان، وشادية التي تعرضت للإجهاض وكان مكتوبا أن تموت، ولأنها خط درامي مهم جدا غيّرنا النهاية، وهو ما يحدث بالمناسبة في الدراما التركية والإسبانية، أما شخصية مثل التي قدمها مؤمن نور كان مستحيل إجراء أي تعديل عليها.

حدثنا عن رد فعل النجمين أحمد السقا وطارق لطفي عندما علما بوجود جزء ثان من العتاولة؟

يربطني بـ طارق وأحمد أمورا إنسانية، قدمت “بعد البداية” أول مسلسل لي في رمضان من بطولة طارق لطفي عام 2015 وتصدرنا الموسم وقتها، وفي السينما أول فيلم في حياتي كان مع السقا “هروب اضطراري” وكسرنا الأرقام في شباك التذاكر، أحبهما جدا، ورغم أنني رفضت تقديم أجزاء ثانية في أعمال سابقة لأنني ضد فكرة الجزء الثاني (شايف إن عمري قصير وإن أنا لازم أعمل بسرعة حاجات كتير ومش عايز أكرر التجارب)، لكن أنا مرتبط جدا بفريق مسلسل العتاولة، حتى الذين غادروا كنت مهتم بتواجدهم معنا لولا أننا أخذنا قرار الجزء الثاني في 18 رمضان، وكان من الصعب تغيير ما تم، كنت أحب أن يتواجد الجميع: محمد التاجي، محمد نجاتي، صفوة، مي كساب، نهى عابدين، فاتن سعيد، لا أريد أن أنسى أي شخص، بشكل عام كنت أتمنى استمرار الجميع، لكن لم يكن أمامنا خيارات أخرى مع الخطوط التي كان يجب غلقها، هذا المسلسل وقعت في غرامه قبل نجاحه جماهيريا لأنني وقعت في غرام الناس، أحبهم جدا: أحمد وطارق وأول مرة ألتقي مع زينة وباتت بمثابة أختي ومن أقرب الناس لي، وأنور الصباح من المنتجين الذين أحب العمل معهم، كل الفريق مرتبط بهم على المستوى الإنساني، وكل الشباب الصغير أحمد كشك ومريم الجندي وزينب العبد باتوا أسرتي، وفي رأيي أن أي عمل ينجح من الممكن تقديم جزء ثان منه، ولكن المهم هل عندك طاقة ويمكنك البدء من جديد بصفحة بيضاء تجاه زملائك، فعلاقتي بهم أصبحت أفضل، دخلت من نقطة أعلى، كانوا واحشني وبدأت أفهم نقط قوتهم، مثلا استفدت عشرة أضعاف العام الماضي من مصطفى أبو سريع وسيظهر بصورة أقوى بكثير، متأكد أنه سوف يكسر الدنيا، فطاقة الحب بالتراكم بنت شيء بيننا.

وإلى أين سيأخذنا صراع العتاولة في الموسم الثاني؟

الصراع لن يشبه ما شاهده الجمهور في العام الماضي، شكل العلاقات جديدة جدا، حافظنا على الشخصيات لكن هناك تغيير في شكل صراع كل شخصية، العلاقة مثلا بين أحمد السقا وطارق لطفي وباسم سمرة (نصار وخضر والوزان) جديدة لأسباب سوف يعرفها الجمهور في الأحداث، وأعتقد الناس لن تستطيع أن تتوقع ما سيحدث على الأقل في أول عشرة أيام، ممكن بعد أن يفهموا الشكل العام في الجزء الثاني، لكن الأكيد أننا سنفاجئهم، ولن يكون الصراع كما تخيلوه، وسمعت كل الأفكار التي يتحدث فيها الجمهور وحاولنا عمل شيء بعيد عنها تماما، وكان الأمر مجهد بالنسبة لنا، فالجميع يعرف بأن عيسى الوزان سيظهر ولكن كيف سيظهر لا يعرفون.

الاستعانة بالفنانة فيفي عبده كانت مفاجأة سارة للجمهور.. حدثنا عن اختيارك لها؟

فيفي هي شديدة ومفاجأة للجمهور الذي توقع أنها ستشارك باتجاه معين، أو كبديلة لشخصية أخرى من شخصيات الجزء الأول، لكن بالعكس هي تلعب دورا مختلفا تماما، ست لذيذة و(حاجة) ومتدينة وفي فرقة العتاولة.

فيفي خطيرة عندها جمهور كبير وأنا في مونتاج الحلقة الثلاثين من الجزء الأول عندما سألوني ما هي تخيلاتك للجزء الثاني، قلت لهم فيفي عبده سوف تشارك، وقتها لم أكن أعرف بالتحديد ماذا ستفعل، لكن كان هناك شيئا في خيالي يحتاج للضبط، وبعدها سنصل لاتفاق معها.

وماذا عن كواليس العمل مع فيفي عبده؟

بجد ألذ واحدة، من ألذ الشخصيات التي عملت معها، كنت أشاهدها وأراها لذيذة جدا، ولكنها (موسوسة) جدا، وتخشى على شكلها أمام الكاميرا، ودائما ما تطلب مني أن أؤكد لها أنها خسرت الكثير من الوزن، وتشعر بالضيق من أي ملابس تجعلها تبدو بوزن أكبر، وكانت حريصة وقت تواجدنا في الإسكندرية على أن تأتي معي إلى صالة الألعاب الرياضية (الجيم)، كما أنها تهتم بما تأكل.

هل كان هناك إصابات بسبب مشاهد الأكشن خاصة وأن معكم السقا؟

أعتقد السقا تعرض لإصابات كالعادة، هذه هواياته المفضلة، وباسم تعرض لمشكلة في مشهد حريق بسبب الدخان الذي أثر على صوته وذهب بسبب ذلك للدكتور، وكل فريق العمل تقريبا أصيب بالفيروس الذي يشبه كورونا، افتتحت ثراء جبيل الإصابات، وبعدها كل يومين يُصاب شخص آخر، أنا شخصيا تعبت يومين في إسكندرية.

حدثنا عن الربط الذي ظهر بين العتاولة وتشجيعهم لنادي الاتحاد السكندري؟

فيه ارتباط بين العتاولة وجمهور الاتحاد، وبما أن الأحداث تقع في الإسكندرية، وجمهور كرة القدم هم نبض الشارع والاتحاد في الإسكندرية حاجة كبيرة جدا، وكنا قد أشرنا في الجزء الأول إلى أن خضر ونصار يشجعان فريق الاتحاد، قررنا هذا العام أن يظهر الأمر بحجم أكبر، ونسلط الضوء على الهوس بكرة القدم، ولدينا مفاجآت كثيرة تتعلق بكرة القدم.

وقت عرض الجزء الأول كان البعض يربط بين العتاولة وفيلم المشبوه بسبب علاقة خضر ونصار وتشبيهها بعلاقة الفنان عادل إمام والفنان سعيد صالح.. هل ضايقك هذا؟

لم يضايقني نهائيا، أنا من محبي أستاذ عادل إمام جدا، وأرى أنه قدم كل شيء في المهنة، وأي شيء سنقدمه غالبا له علاقة بشكل أو بآخر بعمل ودور قدمه، ووصول هذه الروح للجمهور جيد لأن الأجيال الجديدة ومنهم بناتي لا يتابعون الأفلام القديمة، فمن الجيد أن يتعرفوا عليها بتكنيك جديد، ونعيد لهم موضوعات تشبه التي قُدمت برؤية مختلفة، وهذا أمر لا يضايقني، وسبق وربط البعض بين مسلسلي ملوك الجدعنة وفيلم سلام يا صاحبي للنجم عادل إمام.

وفي الجزء الثاني هناك مشهد لذيذ ثابت في كل حلقة بين مصطفى أبو سريع وأحمد كشك به روح أستاذ عادل طوال الوقت، وأتمنى ينال إعجاب الناس. الجمهور عادة يتفاعل مع هذه المشاهد، كلنا متأثرون بأعمال عادل إمام، وأنا استمتع بمشاهدة أعماله عندما أتواجد في البيت، فمكتبته كبيرة جدا ومواضيعه مختلفة وعنده دراما وكوميديا وأكشن، قدم كل ما يمكن تقديمه، وطبيعة الوقت كانت مساعدة أكثر، أتمنى أن نتمكن من تقديم أعمال مثله.

هل تتفق مع الرأي القائل بأن الدراما الشعبية هي الأكثر جذبا للجمهور في موسم رمضان؟

وكيف ترى المنافسة في رمضان 2025؟

أرى منافسة كبيرة، وأتمنى أن نظهر بشكل جيد مع ناس شاطرة تجتهد، العام الماضي الكثير من الأعمال كان يعلن أصحابها أنهم الأعلى مشاهدة، لكن التقارير الرسمية أكدت أن العتاولة كان رقم واحد في الشارع المصري، وهذا كان واضحا، وهو ما يجعلنا ندخل المنافسة هذا العام ومعنا قوة دفع، وكما قلت الجزء الثاني في رأيي أفضل، وإذا نجحنا في تقديم عمل أحلى أعتقد سيكون صعب على المستوى الجماهيري أن نخاف من أي مسلسل في رمضان، هذا رأيي بمنتهى العقلانية دون غرور، الكرة في ملعبنا، نحن أخلصنا جدا وسنقدم عمل أفضل من العام الماضي، وكل ما قصرنا فيه حتى لو لم يأخذ الجمهور باله منه، وكان له علاقة بالوقت، اهتمينا بتجاوزه، ومعنا فريق كبير ومهم خلف وأمام الكاميرا.

حدثنا عن العمل مع النجم أحمد السقا؟

السقا قدم لي الكثير من الأمور الجيدة، بداية من خوض تجربة تقديمي لأول فيلم، في وقت كان مكتئبا فيه من العمل، وكانت مرحلة حرجة بالنسبة له في السوق ذلك الوقت، ووثق بي، وكسرنا الدنيا بفيلم هروب اضطراري، وعلى المستوى الإنساني وجود السقا يجعل الكواليس أسهل، هناك الكثير من الأمور لا يمكن تقديمها إلا إذا كان حولك أحمد السقا، تقديم عمل بفريق كبير سيكون سهل في حالة وجوده، الكل يشعر باطمئنان، لأن لا يشعر بالغيرة ويبادر بالمساعدة و(يهدي الدنيا ونجده يقول الموضوع ده عندي طول الوقت داعم جدا)، أشعر أنه أخي الكبير وفي نفس الوقت أحس تجاهه بالأبوة وأحمل همه لأنه يبذل مجهودا كبيرا بسبب طيبته الزائدة، أحبه كما أحب بناتي، وأقول له دائما (أنت مش عارف إن انت أحمد السقا ولا إيه)، طيب ولذيذ ومتواضع مع الكبير والصغير، تستفيد منه كثيرا على مستوى الأخلاق والاحترام، ولهذا يكرمه الله، ويحقق استمرارية ضخمة، أتذكر أنني كنت في الثانوية وأصفق له عندما شاهدت فيلم مافيا، واليوم مازال يحافظ على استمراريته ومكانته، بالتراكم وحب الناس نجح في الاستمرار، الموضوع صعب إنك تقدر تنافس مع ظهور ناس جديدة وفي ظل التطور الذي نعيشه في كل شيء، وظهور ناس شاطرة، أحمد خطير بجد لا أظن أنني تعاونت مع أحد 4 مرات، مثلما تعاونت معه، وهو ما يعكس طاقة الحب بيننا.

هل تفكر في تقديم موسم ثالث من العتاولة؟

كما ذكرت أنني وقعت في غرام فريق العمل، وأحب أن أصورهم طوال الوقت، لكن أرغب في تقديم عمل جديد، وسيظل لهذا الفريق مكانة مميزة في قلبي، كأنهم من عائلتي. بنسبة كبيرة لن أفكر في تقديم جزء ثالث، وفي نفس الوقت لن أسبق الأحداث، لكن لا أعتقد أن أظل ثلاث سنوات أقدم نفس العمل، العتاولة تجربة لذيذة وذات قيمة، ولا أعرف هل كنت سأكرر الأمر مع عمل آخر بمعنى هل سأقدم من أي عمل جزئين أم لا، خاصة وأنني رفضت تقديم أجزاء ثانية من لص بغداد، ملوك الجدعنة، الميزان، بابا المجال، من الجاني، رغم أنه طُلب مني، لكن في العتاولة أنا على المستوى الإنساني وقعت في غرام الناس كلهم، وظُلمنا في الوقت العام الماضي، وحققنا نجاحا غير مسبوق، فمبالك إذا توفرت لنا ظروف جيدة، وبدأنا العمل على مهل وهو ما تحقق في الجزء الثاني، وأستاذ صادق الصباح وأنور الصباح وفرا لنا كل ما نحتاج وميزانية ساعدتنا.

هل هذا يعني أن النهاية قد تسمح بموسم ثالث وهل ستكون سعيدة؟

عامة أحب النهايات السعيدة ولا يمكن أن الناس ترتبط بالعمل ثلاثين يوما ثم “أنكد” عليهم، يجب أن ندخل معهم العيد.

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.