المدير الرياضي للأهلي لـ”كلم ربنا”: عشت أنا وإخواتي في شقة 44 مترًا.. وحياتي “تحت خط الفقر”

المدير الرياضي للأهلي لـ”كلم ربنا”: عشت أنا وإخواتي في شقة 44 مترًا.. وحياتي “تحت خط الفقر”

قال محمد رمضان، المدير الرياضي بالنادي الأهلي، إنه من أسرة بسيطة وفقيرة للغاية من إمبابة، حيث كان يسكن في البيت رقم 68، ووالده كان موظف أمن في شركة اللحوم والدواجن أوائل السبعينيات وتم فصله.

وأضاف في حوار إنساني لبرنامج «كلم ربنا»، الذي يُقدمه الكاتب الصحفي أحمد الخطيب، على الراديو «9090»: “كلما مررت بظروف صعبة، أفتكر رقمًا مهمًا من تلك المرحلة، وهو (68-44-22-10).. وتفسير الرقم هو: 68 رقم البيت، 44 مساحة الشقة، 2 الدور، 2 جنيه الإيجار، 10 هو عددهم في الشقة. فلما أتذكره، أرضى بالوضع الذي أنا فيه، (يعني كنت فين وبقيت فين)، وكنت رقم 6 بين أشقائي، فحياتي كانت معدمة، لكن لم أشعر بالأزمة الاقتصادية للأسرة، لأني كنت ألعب كرة على مراهنات، وأكسب 20 قرشًا أو ربع جنيه، وكنت كل يوم أحد أنتظر العيال الذين يعملون في الورش، وألاعبهم وأكسبهم، فلم أشعر بالفقر. وإخوتي لم يُكملوا تعليمهم، أحدهم تطوع في الجيش، وآخر في ورشة أحذية، ونحن 3 صبيان فقط، والباقي بنات”.

وأشار إلى أنه “خلال الثمانينيات، عندما كان في العشرينات، كان يلعب في نادي الترسانة، وحينها سأله مذيع: من الخِل الوفي في حياتك؟ في البداية، فكرت في 3 من أصدقائي، لكن في لحظة، وجدت المذيع يظن أني لا أعرف معنى الكلمة، فقلتُ: “ربنا”، فاستغرب، فقلت له: “هو أنا هلاقي أكرم وأحن وأقرب من ربنا فين؟ محدش هيبقى سندي غيره”.

ولفت رمضان إلى أن الصديق، مهما كان مخلصًا، فسيكون هناك تحفظ كبير في التعامل في الألفاظ والعلاقات، حتى أننا كل 10 سنوات نجد لدينا أصدقاء جدد، والقائمة تتغير، لكن الله هو الثابت الذي لا يتغير، ووفقني في حياتي.

وأوضح رمضان أنه التحق بنادي الترسانة بتوفيق من ربنا، مضيفًا: “قبلها ذهبت إلى الأهلي وفشلت، كنا نذهب لنلعب في إمبابة على الأسفلت. وقتها كان معي صديقي سعيد (هو الذي كان يحرس لنا الحاجة عندما نلعب)، فتفاجأت به يلعب في الترسانة، فسألته: بتلعب إيه؟ قال لي: (باك رايت)، قلت له: “أنا هروح معاك وأمشيك من الترسانة”.. كان مجرد غل أطفال، فذهبت واختبرت في مركز الباك رايت، ونزلتُ للعب ضد فريق اسمه أبو سمبل، فكسبنا 7/1، سجلت منهم 6 أهداف، وكان موجودًا كابتن مصطفى رياض، مدرب سن الـ15 وأحد أشهر اللاعبين في تاريخ الترسانة، فاختارني”.

وتابع: “في سنة 1990، بعد الرجوع من كأس العالم، قرر الكابتن محمود الجوهري فتح باب الاحتراف، وكنت وقتها مؤهلًا للشروط، فالتوفيق رافقني منذ صغري، فذهبتُ إلى الأهلي”.

وعن حياته الخاصة، قال: “مرة جلستُ 18 شهرًا بدون شغل، ولم يكن لدي أي دخل، فوصلت عند الشهر الـ17، وكانت زوجتي معها فقط دبلة ذهب، وكان معي طارق وياسر، والأمور كانت صعبة. وكنت في البداية خجلان أن أطلب من ربنا لأنه كان دائمًا معي، وكنا وقتها في 2022، وكنت قد وصلت إلى 40 سنة وحياتي مستقرة، حتى قالت لي زوجتي: “مفيش غير الدبلة معايا”، فبدأت أدعو الله: “اللهم فك كربي”، ففرّجها الله عليّ بأشياء لم أحلم بها”.

وأضاف: “في تلك الفترة، لم أتخلَّ عن مساعدة أهلي أبدًا، واستلفتُ مالًا من أجل والدتي ووالدي، وعندما ذهبتُ لأعطيهم المال، شعرتُ أن خبرًا جيدًا قادم، وقلتُ لزوجتي ذلك. كنا في عام 2003، فجاءني عرض عمل كمدير للكرة في النادي المصري، وكانت تلك لحظة الفرج، لأنني طلبت راتبًا كبيرًا، ووافقوا عليه”.

وأضاف: “في 2005، وجدت شخصًا يتصل بي ويخبرني عن برنامج رياضي (سوبر ستارز)، يضم لاعبين من دول مختلفة (مثل فكرة ستار أكاديمي)، فوافقت دون أن أحدد راتبًا، فقال لي: سيكون 15 ألفًا، يعني سيمنحني 3 آلاف دولار”.

وتابع: “بعدها، ذهبت إلى نادي المقاولون لمدة 8 سنوات (2008)، فوضعتُ لائحة للعمل، وجلست مع اللاعبين، وبعدها قدمتها لمجلس الإدارة، وحدثت أزمة، لكنها في النهاية تمت الموافقة عليها، فكنتُ أقول في النادي: “أبو دبلوم صنايع جعل المهندسين يوافقون على اللائحة”، فتذكرتُ الآية، وأنني أوضحت لهم، وأنني يجب أن أكون مؤمنًا حقيقيًا بالله”.

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.