
02:22 م
الثلاثاء 11 مارس 2025
أوضح الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، عن حكم صلاة التراويح في المسجد وفي البيت، وذلك بعد تلقيه سؤالا من شخص يقول في رسالته: سمعت من يقول إن صلاة التراويح في البيت أفضل من أدائها في المسجد، بل بالغ البعض فقال إن صلاتها خلف إمام المسجد بدعة، فهل ما قالوه صحيح؟؟!!.
وفي رده، شدد العالم الأزهري على أن الافتاء بغير علم ولا دليل زلة كبرى وفتنة عظمى، قرنها الله في القرآن الكريم بالفواحش والإثم والبغي بغير الحق، فقال عز وجل: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33].
وفند لاشين الرأي القائل بأن صلاة التراويح في البيت أفضل من المسجد، قائلًا: لعل الذي دفع البعض إلى إثارة هذا الجدل هو الاعتماد على الفهم السطحي لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» [متفق عليه]، وعدم مداومته صلى الله عليه وسلم على أدائها جماعة في المسجد.
والرد على ذلك- يقول لاشين- يكون بمناقشة هذين الأمرين:
1. حديث “أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة”
هذا الحديث وإن كان عامًا في النوافل، إلا أنه من العام الذي أريد به الخصوص، بدليل أن هناك نوافل خرجت عن هذا الحكم، مثل:
صلاة الخسوف والكسوف،
صلاة العيدين،
صلاة الاستسقاء،
فهذه كلها صلاها النبي صلى الله عليه وسلم في جماعة رغم أنها نوافل، مما يدل على أن كل صلاة تسن فيها الجماعة يكون أداؤها في المسجد أو المصلى أفضل من أدائها في البيت، وصلاة التراويح من هذا القبيل.
2. إجماع الصحابة على أدائها جماعة في المسجد
ثبت أن الصحابة رضي الله عنهم صلوها خلف النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث ليالٍ أو أربعًا، فلما ازدحم المسجد خشي النبي أن تُفرض عليهم فامتنع عن الخروج إليهم، رحمةً بهم.
في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، جمع الصحابة على أدائها خلف إمام واحد، ولم يُنقل عن أحدهم الاعتراض على ذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ» [رواه أبو داود والترمذي].
فسوى في الحياة بين سنته وسنة خلفائه الراشدين المهديين
متى تكون صلاة التراويح في البيت أولى؟.. يرد لاشين على هذا الطرح، مؤكداً أنه يجوز للمسلم أن يصلي التراويح في البيت إذا:
1. كان حافظًا للقرآن الكريم، ولا يخشى الكسل أو الفتور.
2. لم يكن في هجره للمسجد تقليل لشأن الجماعة.
أما الأصل – يؤكد لاشين – فالأفضل أداؤها في المسجد، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» [رواه الترمذي وصححه الألباني].
وفي ختام فتواه، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، نصح لاشين، قائلًا: عليكم بالجماعة، فإن الذئب يأكل من الغنم القاصية، فاتركوا الأمور مستقرة، ولا تثيروا الفتن، وليعمل كل امرئ فيما يراه لنفسه، ولكن لا يُحدث بلبلة بين الناس.. والله أعلم.
اقرأ أيضًا:
الإفتاء توضح حكم من جامع زوجته في نهار رمضان: على الزوج 3 أمور واجبة شرعًا
حكم لبس “الاسترتش أو الإسدال” في الصلاة.. علي جمعة يوضح ما يجوز وما لا
مفتي السعودية يحسم جدل صلاة التراويح: أداؤها في البيت أولى أم مع الجماعة؟
هل تحريك صور الموتى بالذكاء الاصطناعي وكأنها حية حرام؟.. علي جمعة يرد (فيديو)
منها حكم وهب ثواب قراءة القرآن للأموات.. 5 فتاوى مهمة يكشف عنها مفتي الجمهورية
تعليقات