تسلط الزميلة هناء أبو العز، الضوء على مقترح الرئيس دونالد ترامب برغبته بالاستيلاء على قطاع غزة، وتحويله إلى ريفييرا الشرق الأوسط.
ونقلت الزميلة، تقريرًا نشرته صحيفة AZ الألمانية، تقريرًا ، أشارت فيه إلى تقديم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خططًا بشأن مستقبل قطاع غزة الممزق بالحرب، والتي لاقت على الفور انتقادات واسعة، حيث قال ترامب خلال لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، إن الشريط الساحلي على البحر المتوسط والذي يسكنه نحو مليوني فلسطيني يجب أن يصبح “ملكا” للولايات المتحدة .
ولفت التقرير إلى رغبة ترامب في تهجير دائم لسكان قطاع غزة، وبحسب الخبراء فإن هذا يعد انتهاكا للقانون الدولي، وقد واجهت خطط ترامب انتقادات في الولايات المتحدة نفسها وعلى الصعيد الدولي.
ما هي رؤية ترامب لقطاع غزة؟
وذكر التقرير الألماني إلى أن ترامب يسعى إلى إعادة توطين سكان قطاع غزة في الدول العربية وإعادة بناء المنطقة التي تحولت إلى أنقاض إلى حد كبير خلال الحرب التي استمرت أكثر من عام بين إسرائيل وحماس ، وأضاف أنه تحت القيادة الأمريكية، يمكن لقطاع غزة أن يصبح “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وقال ترامب إن هذا سيكون رائعا بالنسبة للفلسطينيين، لكنه قال إنه لا يتوقع عودة سكان غزة الحاليين بعد أي عملية إعادة توطين، فبالنسبة لهم، غزة هي “الجحيم”.
واستشهد ترامب برقم يشير إلى أن نحو 1.8 مليون فلسطيني سيتعين عليهم مغادرة وطنهم، وترك الرئيس الأميركي الباب مفتوحا أمام من سيعيش في قطاع غزة، وقال ببساطة : يجب أن يعيش هناك كثير من الناس، والفلسطينيون أيضا.
ولكن من غير الواضح ما هو الوضع الذي ستتمتع به المنطقة في المستقبل وفقًا لـ خطط ترامب – سواء تم ضمها إلى الولايات المتحدة، أو إعطاؤها لإسرائيل، أو إدارتها بشكل مختلف.
وجاءت وزارة خارجية ترامب، ماركو روبيو، مقترحات الرئيس، وكتب روبيو على موقع “بلاتفورم إكس” أن الولايات المتحدة مستعدة “لجعل غزة جميلة مرة أخرى”، لكن الشكوك كانت موجودة أيضا من جانب المعسكر الجمهوري.
ووصف السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الاقتراح بأنه “إشكالي”، بحسب ما أوردته وسائل الإعلام الأميركية بالإجماع، وقال رئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ الأميركي الحالي إنه يشك في أن يكون ناخبيه سعداء بنشر جنود أميركيين في قطاع غزة.
كما لقي القرار انتقادات شديدة من المعسكر الديمقراطي، وقال السيناتور الديمقراطي تيم كين إن الاقتراح “مختل ومجنون”، بحسب شبكة “إن بي سي”، واتهم النائب الديمقراطي كريس مورفي ترامب بمحاولة صرف الانتباه عن التخفيضات وتسريح العمال في الجهاز الحكومي.
وتثير خطط ترامب حماسا مفتوحًا، وخاصة بين الإسرائيليين اليمينيين، وشكر وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش ترامب في منشور على منصة X وعلق بأن الأمور “ستصبح أفضل وأفضل”. وبجوار العلم الإسرائيلي والأميركي كتب: “معا سنجعل العالم عظيما مرة أخرى”، وعلى غرار غيره من الإسرائيليين اليمينيين، يسعى سموتريتش إلى إعادة توطين سكان قطاع غزة الذي أخلته إسرائيل في عام 2005.
وحذر مايكل ميلشتاين، الخبير في الدراسات الفلسطينية بجامعة تل أبيب، بشدة من النشوة المفرطة بشأن خطط ترامب، وقال ميلشتاين لقناة كان الإسرائيلية: يمكننا أن نلحق ضررا خطيرا بعلاقاتنا مع الدول العربية التي لدينا معها معاهدات منذ عقود، مثل الأردن ومصر، ولكن أيضا مع دول اتفاقيات ابراهام، وحذر من أنه في حال تنفيذ خطط ترامب بشأن غزة، فإن التطبيع المنشود مع السعودية قد يُنسى أيضاً ، ويريد من نتنياهو أن يتخذ موقفا واقعيا بشأن هذه القضية.