استطرادا لما كتبته منذ فجر الخامس من فبراير الجاري بشأن “إعلان الحرب” الذي صدر في المؤتمر الصحفي في واشنطن الذي ضم نتنياهو وتابعه ترامب، فإنني أود أن أضيف ما يلي:

ما قاله ترامب يهدد الأمن القومي لمصر

وبوصفنا أعضاء في جامعة الدول العربية لنا الحق في طلب الحصول علي تعاضد الدول الأعضاء، من خلال موقف جماعي يضم أكبر عدد من الدول الأعضاء إذا تعذر التوصل إلي موقف يحصل على الإجماع.

بوصفنا أعضاء في الاتحاد الإفريقي لنا أن نطلب عقد مجلس السلم والأمن الإفريقي للنظر في اتخاذ إجراءات جماعية في مواجهة الخطر الذي يهدد واحدة من الدول الأعضاء.

بوصفنا أعضاء في مؤتمر التعاون الإسلامي يجوز أن نراسل الأمين العام للمنظمة لعقد جلسة طارئة لبحث ما يهدد أكثر من دولة عضو.

بوصفنا أعضاء في البريكس يلزم أن نحيط المنظمة بموقفنا، ونطلب الدعم جماعيا وفرديا، ويمكن أن نتشارك في تلك الإحاطة مع جنوب إفريقيا والسعودية.

بوصفنا أعضاء في الأمم المتحدة يتعين توزيع خطاب رسمي علي أعضاء مجلس الأمن بشأن ما ورد من تهديدات بتغييرات ديموجغرافية من خلال نقل سكان إلي أراضينا رغما عنا، مع طلب اعتبار ذلك الخطاب من ضمن وثائق المجلس، مع احتفاظنا بحق دعوة المجلس لاتخاذ ما يلزم إذا انتقل التحريض إلي التنفيذ.

بوصفنا أعضاء في حركة عدم الانحياز قد يكون من المفيد مراسلة عواصم الدول الأعضاء بخطاب رسمي يتضمن استعراضا للتهديدات التي تتضمنتها التصريحات والتحركات الأخيرة لكل من أمريكا وإسرائيل.

بوصفنا أعضاء في وكالة الطاقة النووية لا بد من إعادة إحياء مقرر المراجعة الرابعة بشأن إنشاء منطقة منزوعة من السلاح النووي في الشرق الأوسط وإخضاع كافة المنشآت النووية في المنطقة للتفتيش الدوري.

وبعد فترة مناسبة من التحركات السابقة يتم إرسال خطاب متماثل إلى الخارجية الأمريكية والخارجية الإسرائيلية، نحدد فيه الانتهاكات المتكررة من إسرائيل لالتزاماتها وفق نص وروح اتفاقية السلام وإطار كامب ديفيد للسلام.

مهما كان الرأي في جدوى بعض أو كل هذه التحركات الدبلوماسية، فهي تكتسب أهمية كبري في البناء التراكمي للموقف المصري وما يمكن أن تتطور إليه الحوادث، بل ويمكن أن تؤدي هذه التحركات في ذاتها إلي فرملة تلك العربة الطائشة التي يقودها سائقان متهورا ، أسكرتهما قوة السلاح وجبروت الطغيان.

وللحديث بقية..

. .5xpc