كتب: زياد أيمن

تثير مشاهد تسليم الأسرى الإسرائيليين للصليب الأحمر من قِبل حماس جدلًا واسعًا للأسبوع الثاني، حيث يرى الإعلام العبري ذلك على أنه سخرية وإذلال للأسرى وإسرائيل، ومن جهة أخرى يرى خبراء ومحللون أن هذا جزءًا استراتيجيًا وعبقريًا من إدارة المعركة وإيصال العديد من الرسائل والأهداف.

رسائل وأهداف حماس من مشاهد تسليم الأسرى

تؤكد حماس من خلال هذه المشاهد العديد من الرسائل من أبرزها مدى قوتها وعتادها العسكري الكبير، والظهور بالزي العسكري، مشيرة إلى أنها لم تضعف بعد السابع من أكتوبر كما تزعم إسرائيل.

وتمنح حماس الأسرى الإسرائيليين “هدايا تذكارية” تشمل خريطة لغزة، وصورًا لهم من الأسر، وشهادة إفراج، وتحرص على جعلهم يرتدون عقدًا يحمل العلم الفلسطيني، مما يشير إلى نشر القضية الفلسطينية داخل المجتمع الإسرائيلي وأمام العالم، وقد تحمل هذه المشاهد في ظل الاحتشاد الشعبي ووسط غزة، رسائل ردًا على تصريحات إسرائيل ومستشار الأمن القومي الأمريكي التي تتحدث عن خروج حماس من معادلة الحكم والمشهد السياسي في القطاع.

وأوضحت من خلال هذه المشاهد سلامة الأسرى الأربعة من المجندات الإسرائيليات؛ لتكذيب روايات الإعلام العبري وإسرائيل.

ونشرت فيديو تسليم الدفعة الثانية من الأسرى الإسرائيليين، والذي يظهر فيه بعض الأسرى وهم يقدمون عبارات شكر للكتائب باللغة العربية، ويطرح هذا بعض التساؤلات: فهل حققت حماس انتصارًا إنسانيًا وإعلاميًا أيضًا؟

أول تعليق من حماس على مشاهد تسليم الأسرى

قال عبد اللطيف القانوع الناطق باسم حماس، في بيان السبت، إن مشاهد وتفاصيل تسليم المقاومة للأسيرات الإسرائيليات المجندات الأربع اليوم “تحكي إبداع مقاومة، وتروي قصة بطولة، وترسّخ نموذج عزة وكبرياء”.

وأضاف القانوع، أن مشاهد احتشاد الجماهير لحظة تسليم الأسرى، تعكس “التلاحم الشعبي” مع المقاومة واحتضانها على مدار 471 يومًا، وفقًا للبيان.

التداعيات وتعليق إسرائيل.. مشاهد قد تثير التوترات

من جانب آخر، علق دانيال هاجاري المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، على عملية تسليم حماس للأسرى اليوم، قائلًا: “إنه عرض ساخر واستعراض فارغ لا يحمل أي معنى، ولا يهتم بمصير المحتجزين الإسرائيليين”.

وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي في تصريحات عبر حساباته الرسمية بوسائل التواصل الاجتماعي: “إنها مشاهد تهدف إلى إذلال وكسر الإرادة الإسرائيلية”.

فهل سنشهد توترات وأزمات تعرقل استكمال الاتفاق وتسليم الرهائن من الجانب الإسرائيلي في الفترة المقبلة نظرًا لمشاهد تسليم الأسرى من قبل حماس التي تثير غضب الحكومة والإعلام والشارع الإسرائيلي، أم ستستمر الأمور كما هي؟

. .sf3t