سوء الطق يزيد من معاناة سكان غزة في المخيمات

كتبت رفيدة عادل:

تعيش غزة هذه الأيام تحت وطأة طقس شتوي قاسٍ، حيث تسود المنطقة درجات حرارة منخفضة تتراوح بين 10 و16 درجة مئوية، مع هطول أمطار غزيرة ورياح نشطة. هذه الأحوال الجوية تزيد من صعوبة الأوضاع المعيشية لسكان القطاع، وخاصة النازحين الذين اضطروا للعيش في خيام لا توفر الحد الأدنى من الحماية من برد الشتاء وأمطاره.

الحياة في الخيام

في المخيمات المنتشرة داخل القطاع، يعاني السكان من أوضاع إنسانية صعبة . الخيام، التي بالكاد تقي من البرد، تتعرض للتلف بسبب الأمطار والرياح العاتية، مما يزيد من معاناة العائلات التي فقدت منازلها نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

كما تعاني هذه المخيمات من غياب المرافق الصحية الأساسية، حيث يفتقر السكان إلى دورات مياه كافية أو شبكات صرف صحي، ما يهدد بانتشار الأمراض المعدية.

نقص الغذاء والدواء

أفادت تقارير محلية ودولية أن سكان المخيمات يواجهون نقصًا حادًا في المواد الغذائية الأساسية. أسعار الدقيق والخبز ارتفعت بشكل كبير، ما زاد من صعوبة حصول العائلات على قوت يومها. وفي ظل هذه الأزمة، تواجه المستشفيات في غزة عجزًا في الإمدادات الطبية، مما يضع حياة المرضى في خطر، خاصة الأطفال وكبار السن الذين يعانون من البرد الشديد وضعف المناعة.

ردود الفعل الإنسانية

رغم الجهود التي تبذلها المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة، إلا أن حجم الاحتياجات يفوق الإمكانيات المتاحة. المنظمات الدولية تحاول تأمين الطعام والخيام والبطانيات، لكن الحصار المفروض على القطاع والتحديات اللوجستية تعيق وصول المساعدات في الوقت المناسب.

 غزة تحت وطأة الدمار

يشهد قطاع غزة دمارًا هائلًا نتيجة الصراع المستمر، حيث لحقت أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمباني، مما أدى إلى كارثة إنسانية واجتماعية غير مسبوقة. تُقدَّر الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بنحو 18.5 مليار دولار خلال الأشهر الأولى من الصراع، وفق تقارير أممية ودولية.

أبعاد الدمار

تأثرت معظم القطاعات الحيوية في غزة، حيث دُمّر أو تضرر حوالي 70% من المباني، بما في ذلك أكثر من 245,000 منزل. تضررت 85% من المدارس، و99% من الجامعات، بالإضافة إلى 65% من شبكات الطرق و69% من المستشفيات، وفقًا لتقارير أممية. ووصف مسؤول أممي الوضع في غزة بأنه “يشبه سطح القمر”، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية والبيئية التي يواجهها سكان القطاع.

 إعادة الإعمار

في ظل هذه الأضرار الهائلة، أعدت الحكومة الفلسطينية خطة لإعادة إعمار غزة تشمل ثلاث مراحل بتكلفة 1.3 مليار دولار. تهدف الخطة إلى تعزيز الحماية الاجتماعية، وتوفير الاحتياجات الإنسانية الأساسية، وإعادة بناء القطاعات الحيوية. إلا أن هذه الجهود تواجه تحديات هائلة تتعلق بنقص التمويل والحصار المستمر.


قطاع المياه

تعرضت شبكات المياه والصرف الصحي في غزة لتدمير شبه كامل. وأكد المهندس الفلسطيني مروان بردويل أن الحاجة لوحدات معالجة مياه تعمل بالطاقة الشمسية أصبحت ملحة لتوفير مياه نظيفة لسكان القطاع.

الخسائر في القطاعات الحيوية

الصحة، خسائر تقدر بـ230 مليون دولار، مع تدمير العديد من المستشفيات والمراكز الصحية، التعليم خسائر تصل إلى 720 مليون دولار، مع دمار شبه كامل للمدارس والجامعات،الكهرباء القطاع يواجه خسائر تُقدر بـ120 مليون دولار، مما يعمّق معاناة السكان في حياتهم اليومية.

مشهد الدمار

وفقًا لتقارير الأقمار الصناعية، تضرر نحو 35% من إجمالي المباني في قطاع غزة، أي ما يُقدر بحوالي 121,400 وحدة سكنية. كما زادت أنقاض المباني المهدمة عن 243,600 وحدة سكنية، مما يشكل تحديًا كبيرًا في إزالة وإعادة تدوير هذه الكميات الضخمة من الحطام.

المستقبل المجهول

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن إعادة بناء المنازل المدمرة قد تستغرق حتى عام 2040 على الأقل، وربما تمتد لعقود. كما تتطلب عملية إعادة الإعمار جهودًا دولية ومحلية مكثفة، واستثمارات ضخمة لضمان عودة الحياة إلى طبيعتها وتحسين الظروف المعيشية للسكان.

التدخل الدولي

في ظل هذا الدمار، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إلى تسريع جهود الإغاثة وإعادة الإعمار، مشددًا على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية وتثبيت وقف إطلاق النار لتفادي مزيد من الكوارث الإنسانية.

يبقى سكان غزة في مواجهة ظروف قاسية وسط دمار هائل وآمال معلقة بعودة الحياة إلى طبيعتها. يتطلب الوضع الحالي تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لتخفيف المعاناة، وتوفير الاحتياجات الأساسية، وتسريع جهود إعادة الإعمار لضمان مستقبل أفضل للقطاع وأهله.

محاولات لإنهاء هذه المآساه

دعت جهات حقوقية وإنسانية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه سكان غزة، مطالبة بضغط دولي لإنهاء الحصار المفروض على القطاع وتوفير ممرات إنسانية عاجلة لإغاثة المتضررين. كما طالبت بزيادة الدعم المالي والإغاثي للمخيمات لمواجهة التحديات المتزايدة مع فصل الشتاء.

وأخيرا بين البرد القارس والظروف المعيشية القاسية، يواجه سكان غزة واحدة من أصعب الفترات في تاريخهم. معاناة تعكس حجم الظلم الواقع عليهم، وتؤكد الحاجة إلى تدخل إنساني عاجل لإنقاذ آلاف الأرواح التي تعيش في ظروف لا تليق بالكرامة الإنسانية.

. .iays

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *