أحمد الخطيب: عملية التهجير أصبحت أمام أمر واقع جديد بعنوان «التهجير بالتجريف»

تحدث الكاتب الصحفي أحمد الخطيب عن موقف حماس في مواجهة دعوات التهجير، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وكتب الخطيب: “لم نسمع صوتا لحركة حـ ما س فى مواجهة الدعوات الأمريكية لتهجير سكان غزة من أجل تصفية القضية، ولا نعرف اين ستعيد حماس تمركزها إذا ما تمت عملية التهجير؟!”

وتابع: ” من يستطيع قول الحقيقة بأن عملية التهجير بدأت منذ السابع من أكتوبر؟!، لنكون أمام أمر واقع جديد بعنوان «التهجير بالتجريف».

لقد وجدت إسرائيل مبررها الأثيم فاستباحت الأرض والبشر والشجر، لم يكن تُنفذ عمليات عسكرية من أجل الدفاع والرد، بل أوغلت فى تنفيذ عملية هدم ممنهجة مع سبق الإصرار والترصد وبتمام الاتفاق الجنائى، لإخلاء غزة وإفقادها أى مظاهر للمعيشة وتحويلها لبقعة أرض خربة لا تصلح للعيش، تم ذلك من خلال شن أوسع عملية تهجير عسكرى قسرى عرفتها الانسانية فى العصر الحديث”.

و استكمل: ‘ولم نسمع صوتا لأصحاب اللحى السياسية فى سوريا تارة عندما تم تدمير كامل الجيش السورى بفعل العدوان الإسرائيلى، ولم نسمع حتى همسا تارة اخرى عندما أطلق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تصريحه الأخير، ولم نرصد حتى ردة لكبيرهم الذى بادر بتهنئة الرئيس ترامب، قائلا: «نثق انك الرئيس القادر على تحقيق السلام»، وهل هناك «سلام بالاستسلام»؟!”.

وتابع: لم نرصد صوتا لفلول الإخوان الهاربة، ولم نرصد صوتا للمزايدين على مصر، ربما تجمدت الأصوات لدى الحناجر، بينما حالة التربص بمصر تعلو على دعوات المقاومة للمخطط الإسرائيلى الأمريكى، كما لو كنا أمام اختبار فردى لمصر وحدها وليس اختبارا للنخوة والقومية العربية.. أو من أجل كشف زيف مشروع الإسلام السياسى.

و أضاف : حـماس فصيل إخوانى مُسلح، هكذا ينص ميثاقهم التأسيسى، والإخوان يتبعهم الغاوون، انظر إلى ذلك الخطاب الإخوانى المتذبذب والمتناقض فى فترة زمنية وجيزة، كشف عن نفسية تنظيمية أجيرة، لقد انتشر ذلك الخطاب من خلال مراحل عديدة تطورات مع مجريات الأحداث على النحو التالى:

1- استقبل التنظيم العدوان الإسرائيلى على غزة كفرصة للهجوم على مصر، بل كوسيلة للتثوير ضدها بزعم أن مصر تشارك فى الحصار.

2- إذا ما أعلنت مصر فتح المعبر واستقبال الفلسطينيين سارع التنظيم باتهام مصر بأنها تساهم فى تصفية القضية والسماح بنزوح فلسطينى!

3- يزايد الخطاب الإخوانى على مصر، فإذا ما تعرضت حـ ماس للنقد باعتبارها قد فتحت الباب للعدوان الإسرائيلى فإنهم يقولون إن الأرض أهم من البشر، ثم يتهمون مصر تارة اخرى بحصار البشر فى تلك الأرض التى يرون انها أهم منهم!

4- نفس الخطاب الإخوانى يتجاهل احتلال إسرائيل لكامل الجولان، فإذا ما تعرض الصمت الإخوانى للنقد تجدهم يعكسون منطقهم ويقولون إن البشر أهم من الأرض فى سوريا، بعدما كانت الأرض أهم من البشر فى غزة!

5- لا يستحى الخطاب الإخوانى عن جلد مصر بزعم حصار الفلسطينيين، بينما ادبيات الخطاب الإخوانى بل وعموم الخطاب السياسى المتأسلم لا يعترف بالحدود ويعتبرها من صنيعة الاستعمار، وان أرض المسلمين واحدة فى إطار مشروع إسلامى أممى، فأين خطأ مصر هنا إذا ما فتحت الحدود إعمالاً لوجهة النظر الأممية الإخوانية!

 

ولفت قائلاً: “لكن المدهش هنا، والذى ربما صدم حـ ماس وإسرائيل -على قدم المساواة- ذلك الصمود الأسطورى لأبناء الشعب الفلسطينى الذين تدفق طوفانهم عائدين إلى أطلال ديارهم مُصرّين على حقهم فى الأرض وفى الوطن.

مدهش ذلك الطوفان البشرى الجارف، انه طوفان الإخلاص والإيمان الذى لم يكن ليتحقق لولا شعور فطرى بقيمة الدولة الوطنية، تلك الدولة التى لم تنشئ تنظيمات الإسلام السياسى إلا من أجل اهدار قيمتها وفكرتها.


لم يكن لذلك «الطوفان الفلسطينى» ان يتدفق بقوة الدولة الوطنية نحو شمال غزة لولا صمود وصلابة الموقف المصرى، لقد كان مطلوبا أن يكون التدفق عكسيا نحو سيناء.. لكن مصر ابت واستعصت.

لقد كان طوفان الشعب الفلسطينى هادرا نحو قلب الوطن، اندفاعه جاء جارفا لكل الشعارات الجوفاء ولكل المزايدات الإسرائيلية أو التنظيمية التى قامرت بدماء الفلسطينيين.

واختتم: “أصحاب الأرض هم الفائزون، العائدون هم الفائزون، ها هم قد عادوا على درب قد مهّدته صلابة وشرف الموقف المصرى.

ها هى مصر التى طالما نادت وأصرّت وكررت بضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية باعتبارها صمام امان الأمن القومى العربى.
طوفان الشعب الفلسطينى هو طوفان الاخلاص الحقيقى، اتصالا بطوفان المصريين عشية ٣٠ يونيو”.

. .2vaq

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *